على الرغم من جائحة كورونا التي تمر بها البلاد لكن ثمة نشاط ثقافي تقوم به وزارة الثقافة لابد من التوقف عنده والحديث عنه، ففي مثل هذه الفعاليات إفساح المجال للآخرين كي يبدعوا قولاً أو كتابة أو رسماً، وهذا أساس العمل الثقافي الذي نطمح إليه جميعاً…
فمثلاً في الأمس القريب افُتتح ملتقى النحت على الخشب الذي يقيمه المعهد التقاني للفنون التطبيقية بمشاركة مجموعة من الطلاب الخريجين من المعهد في قلعة دمشق، ورافق الملتقى ورشة رسم للطلاب الخريجيين… هذه الفعاليات لم تنتهِ يوماً من المشهد الثقافي السوري، وثمة هويات تجذرت على مدى الأعوام الطويلة، وأصبحت سمة أساسية تتكرر على مدار العام، وهذا ما يجعلنا نشعر بالتفاؤل بأن حجم التنوع وطرق الابتكار في المواضيع، ورغبة البحث عن الجديد لا تزال مستمرة.
أيضاً جاءت فعالية (شبابنا لون غدنا) اقامتها مديرية ثقافة الطفل بمناسبة اليوم العالمي للشباب لتزين الساحة الثقافية بروح الشباب الطامح إلى الغد المشرق.. وبالتالي يمكننا القول إن الإيمان بإحداث التغيير هو أجمل ما يميز هذه الفعاليات، فعلى الرغم من الظروف القاسية والاستثنائية التي تمنع إقامة مثل هذه الفعاليات نجد الشباب السوري مصراً على تقديم كل ما هو جميل ومؤسس للقواعد الثقافية والحضارية والفكرية.
عشرات الفعاليات التي قُدمت تحمل مزيجاً متكاملاً من مختلف الحقول المعرفية والثقافية والترفيهية، وبذلك يستمر طريق الأمل والنجاح ليحقق أهدافاً نسجها السوريون منذ آلاف السنين، فكل مانراه يعني بناء الإنسان، وبناء مشهد ثقافي محصن ببوابات ثقافية ستفتح ذراعيها للعالم أجمع لتقول: سورية كانت ولا تزال مهد الحضارات والثقافات.
رؤية – عمار النعمة