الثورة أون لاين – نيفين أحمد:
لم يكن بمقدور أجدادنا قديماً إتمام اعمالهم اليومية أو الموسمية دون اللجوء للمساعدة من خلال بعض الأدوات التي صنعوها بأيديهم الخيرة، وأسموها وفق رؤى ناسبت هذه الأعمال فكان لها الدور الأساسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في حياتهم اليومية أو المعيشية أو حتى الزراعية ليبقى بعض منها حتى يومنا هذا ملازماً لبعض الأعمال الزراعية في ريف الساحل السوري حتى أنها لازمت بعض الأشخاص وبقيت لهم كوسيلة عيش يقتاتون من خلال صناعتها أو إعادة صيانتها، ومن هذه الأدوات التراثية (المدراية والمصابعين والسانونة والصمد والمرج) وغيرها العديد من الأدوات القديمة.
” المصابعين” التي أتقن أجدادنا صناعتها فحتى بعد مرور حوالي ٧٠ عاماً على تعلم هذه الصناعة ما زال الجد ( أبو أيهم) يتقن صناعتها، والمصابعين يقول الجد هي أدوات صغيرة مصنوعة من الخشب الصلب كالسنديان أو البلوط أو القطلب لحماية أصابع اليدين خلال العمل في موسم الحصاد، إضافة إلى أنها تسهم في تكبير قبضة اليد ليتمكن الحصاد من جمع أكبر كمية ممكنة من سنابل القمح في آن واحد وحصادها بضربة واحدة حيث كنا نضع في كل اصبع ما يعرف بالمصباع ليحيط به من كل جهة وخاصة من الجهة التي نعتمد عليها لتأمين حماية أكبر لها.
وعن طريقة صناعتها قديماً يقول الجد أبو أيهم نحضر قطعة من الخشب حيث تكون بطول 15 سم وتكون مستقيمة نقوم بتجويفها من جهة واحدة من خلال عملية التنجير بشكل معكوف من الأمام تشبه “منقار الصقر”.
أما المدراية فهي أداة خشبية تراثية كانت تستخدم قديماً في عملية تدرية القمح بعد دراسته لتخليص حبات القمح من التبن “بقايا قشور الحبوب” حيث ينثر القمح المدروس في الهواء الطلق فيتساقط القمح على الأرض بسبب وزنه وتتطاير البقايا في الهواء ويتابع الجد كانت هذه الأداة مهمة جداً في إتمام عملية الحصاد، وهي عبارة عن عصا خشبية طويلة من السنديان في نهايتها أربعة أعواد تشبه الأصابع مثبتة على القطعة الأساسية “العصا” برباط جلدي مصنوع من جلود الحيوانات لتكون متينة أكثر عند العمل بها، وتمنى الجد أبو أيهم أن تعود تلك الأدوات حيث كانت بسيطة وغير متعبة لقد تعودنا عليها كنا نشعر بالسعادة وروح العمل مع الأصدقاء والأقارب عند موسم الحصاد فلقد كانت له طقوس خاصة وجميلة.. ليتها تعود.