ثورة أون لاين – غصون سليمان:
تحتل الطفولة وعالمها البريء الواسع المعقد والبسيط على اهتمام كبير ورعاية متفاوتة من ناحية الأفراد والأسر والمؤسسات المعنية.
فالطفولة هي خط الدفاع الأول لمواجهة عقبات المستقبل إذا ماتوفرت لها التنشئة المتوازنة، والتربية الصالحة، ووسائل التدريب المناسبة ،التي تلامس قدراتهم وامكاناتهم و إبداعاتهم .
في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة نلمس من خلال العناوين الكبيرة والشعارات المعمول عليها من أفكار ورؤى واستراتيجيات تربوية وطنية، حجم العبء الكبير الذي يقع على عاتق القائمين على تفاعل المركز ونشاطه عبر ترجمة الأقوال إلى أفعال،كسلوك محبب يستوعبه الطفل ويرتاح له من حيث وسائل التوضيح والقاعات الصفية المزينة بالرسومات والحروف والجمل الواجب تعليمها لهذه الشريحة.
ومن ضمن الإرشادات والنصائح المدونة بألوان لافتة وجاذبة للصغار والكبار ،هو التأكيد على وجوب دعم شعور أطفالنا بالاستقلالية منذ صغرهم والإنصات لحديثم بكل حواسنا دون ان نقاطعهم، بل على العكس ،يجب الإكثار من عبارات الاستحسان والتقدير والتشجيع للمساهمة بصقل مواهبهم وتوجيهها بشكل ايجابي حيث يجب ان تزرع وتنمو.
إن تعليمات المركز المعتمدة تحرص على عدم السخرية من رسومات و إبداعات الطفولة مهما بدت لنا أنها شيء لا يستحق الإعجاب فقد تكون في الحقيقة بداية لأشخاص مبدعين و فنانين. فالطفل لا يولد حاملا ثقته بنفسه ولكن يهبها له من حوله.
و يؤكد خبراء التربية و علم النفس أهمية تخصيص بعض الوقت للتعامل مع الأبناء على أنهم أعز الأصدقاء بمعنى أن نستمع لهم و الأخذ برأيهم من خلال طرح قضايا تهمهم، و هذا بدوره يساعد على تنمية الإبداع لديهم كأن نسألهم أسئلة مفتوحة (ماذا لو ؟) ، كذلك يتوجب أن نركز على تنمية قدراتهم الحركية و التي تساعد على تنمية قدراتهم العقلية و النفسية و الإبداعية أيضا ، و أن نوفر لهم عناصر و أدوات تحفز خيالهم مثل الرسم وألعاب المكعبات ،و أن نسمح لهم باتخاذ قرارات تشجعهم على التفكير .
فإذا كان مصعد النجاح معطلا كما يقولون ،علينا استخدام السلم درجة درجة..
فإذا اردنا النجاح لنا و لأطفالنا يجب أن نعزز هذه الرغبة في طرق و أساليب استثمار الرغبة والميول للنجاح بالتفوق على الخوف من الفشل.
فعلى سبيل المثال عندما يخطئ أي طفل لا نسأله لماذا فعلت ذلك ،و إنما كيف ستصلح ما أفسدته ؟ و بهذا الأسلوب سنشعره بالمسؤولية عن أعماله ، وأن يحل المشكلات التي تسبب بها فالغالبية منا ربما يفكر في تغيير العالم و لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه.