الثورة- منهل إبراهيم:
جاءت زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع الرسمية الثانية إلى الإمارات العربية المتحدة في إطار مساعي القيادة السورية الجديدة إلى إعادة بناء علاقات سوريا مع الدول العربية والمجتمع الدولي، وفي سياق تطلعات الحكومة إلى استقطاب الاستثمارات الخليجية، مدفوعة برغبتها في دفع عجلة الاقتصاد المنهك بسبب سنوات من الحرب.
وبحسب موقع “ميدل إيست أونلاين” فقد بحث رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونظيره السوري أحمد الشرع في أبو ظبي التي وصلها في إطار جولة خليجية، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة في المجالات التنموية.
وأكد موقع “ميدل إيست أونلاين” أن الإمارات العربية المتحدة، التي انتهجت مقاربة متوازنة تجاه الأوضاع في سوريا ولم تقطع قنوات الحوار بالكامل، تسعى إلى لعب دور الوسيط وتهدئة التوترات في المنطقة في أطر دبلوماسية وازنة، فيما تؤكد زيارة الرئيس الشرع إلى الإمارات هذا الدور ورغبة سوريا في الاستفادة من الخبرة التي راكمتها أبو ظبي في عدة قطاعات.
ولفت الموقع إلى أن الإمارات الدولة الخليجية الثرية تعد مركزاً اقتصادياً ومالياً مهماً، وتتطلع سوريا إلى جذب الاستثمارات الإماراتية للمساهمة في عملية إعادة الإعمار الضخمة التي تحتاجها بعد سنوات الحرب، فيما أشارت تصريحات سابقة إلى اهتمام إماراتي بفرص الاستثمار في عدة قطاعات سورية.
وأوضح موقع ميدل إيست أونلاين أن دمشق تواجه تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، فيما تلعب الإمارات دوراً واضحاً في دعم استقرار سوريا، وهو ما أكده الشيخ محمد بن زايد خلال لقائه الشرع في نيسان الماضي.
ووفق وكالة الأنباء الإماراتية “وام” فقد بحث رئيس دولة الإمارات والرئيس الشرع خلال لقاء جمعهما في “قصر الشاطئ” بالعاصمة أبوظبي “العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيز تعاونهما والعمل المشترك، خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية، بما يحقق مصالحهما المتبادلة”.. كما تبادلا “وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية محل الاهتمام المشترك”، مؤكدين “أهمية العمل على تعزيز أسس السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لمصلحة جميع دولها وتنمية شعوبها وازدهارها”، وفق الوكالة نفسها.
وأكد الموقع أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جدد تأكيده “موقف أبوظبي تجاه دعم الأشقاء في سوريا، وكل ما يصب في مصلحتهم، ويسهم في تحقيق تطلعاتهم نحو التنمية والاستقرار وبناء مستقبل مزدهر”.
وعُقد اجتماع رسمي بين الجانبين تناول تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي، وسبل دعم جهود سوريا في مرحلة ما بعد الحرب.
ولفت الموقع إلى أن الرئيس الشرع أكد خلال اللقاء أن سوريا، وقد طوت صفحة الحرب والانقسام، تتجه إلى بناء شراكات استراتيجية مع الأشقاء في الخليج، مشيداً بدور الإمارات الريادي في دعم الاستقرار الإقليمي.
وقال الموقع إن الرئيس الشرع أعرب عن “تطلع دمشق إلى الاستفادة من التجربة الإماراتية في مجالات التنمية المستدامة والتحول الرقمي والطاقة النظيفة”.
وأشار موقع ميدل إيست أونلاين إلى أن الإمارات قد تلعب دور الوسيط في قضايا إقليمية حساسة تتعلق بسوريا، بما في ذلك محادثات غير مباشرة محتملة مع إسرائيل، في ظل اهتمام واشنطن والغرب بإبرام اتفاق سلام بين دمشق وتل أبيب.
وأكد الموقع أن جولة الرئيس الشرع إلى دول في مجلس التعاون الخليجي، تأتي بعد رفع معظم العقوبات الدولية عن سوريا.
ويضم مجلس التعاون لدول الخليج العربية ست دول هي السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان، وتهدف الجولة الحالية إلى “تعزيز التعاون الاقتصادي، وجذب الاستثمارات الخليجية إلى الداخل السوري، في إطار خطة إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية الشاملة”.
وكان الرئيس الشرع قد وصل، يوم الأحد، في 13 نيسان الماضي إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، في أول زيارة رسمية له إلى دولة الإمارات منذ توليه مهامه في كانون الثاني الماضي، والتقى رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، حيث بحث الطرفان العلاقات الثنائية وملفات إقليمية ذات اهتمام مشترك.
وتؤكد الإمارات منذ سقوط نظام الأسد على دعم القيادة السورية الجديدة لمواجهة تحديات المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سوريا، بما يلبي تطلعات شعبها نحو مستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار، كما تدعم وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، لأن استقرار سوريا وتعزيز أمنها هو مصلحة للمنطقة كلها، ومن هذا المنطلق تشدد دولة الإمارات على أنها لن تدخر جهداً في تقديم كل ما تستطيع من دعم إلى سوريا وشعبها خلال الفترة المقبلة.