ثورة أون لاين- راغب العطيه:
قطع المياه عن مليون مواطن في الحسكة بهدف تعطيشهم، وإطباق الخناق عليهم حتى في مصادر وسبل معيشتهم، جريمة أخرى تضاف إلى سجل نظام أردوغان الإرهابي، الذي يرتكب إلى جانب مرتزقته الإرهابيين أبشع الجرائم بحق أهلنا الصامدين في المناطق التي يحتلها، ويعتدي عليها بشكل يومي، وفقا لإملاءات مشغله الأميركي، باعتبار ذاك النظام الحاقد جزءا لا يتجزأ من أدوات المشروع الصهيو-أميركي الذي يستهدف سورية، والمنطقة بأسرها.
وعلى الرغم من أنه لم تكن المرة الأولى التي تقوم بها قوات الاحتلال التركي بقطع المياه عن أهالي الحسكة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، فقد بقيت منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية على امتداد العالم تقف موقف المتفرج دون أن تبدي أي موقف يردع المجرم أردوغان وإرهابييه، الأمر الذي جعله يتمادى أكثر فأكثر بإجرامه ضد سورية والسوريين.
وتأتي جرائم النظام التركي وإرهابييه في قطع المياه وسرقة المحاصيل الزراعية وتهجير الأهالي من قراهم، متناسقة مع جرائم نهب النفط السوري والآثار التي تقوم بها قوات الاحتلال الأميركي وميليشياته الانفصالية في الجزيرة السورية.
كل هذه الجرائم الموصوفة والموثقة التي تقوم بها كل من واشنطن وأنقرة ومن لف لفهما من رعاة الإرهاب على الأرض السورية، تستوجب من منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها وخصوصاً مجلس الأمن الدولي أن تعلن موقفاً واضحاً من كل ما يجري، خاصة وأن هناك العديد من القرارات التي صدرت من مجلس الأمن بخصوص محاربة الإرهاب في سورية.
ومع العلم أن سورية وجهت عشرات الرسائل بل المئات إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومثلها إلى رئيس مجلس الأمن، شرحت فيها معاناة شعبها مع التنظيمات الإرهابية والقوات الأجنبية المعتدية الأميركية والتركية، إلا أنها بقيت في الأدراج دون النظر فيها وذلك نتيجة للنفاق السياسي الذي تتبعه الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيين.
وأمام هذا الوضع الذي يزداد سوءا في الجزيرة السورية نتيجة لوجود القوات الأجنبية الغازية والميليشيات والتنظيمات التابعة لها، مع ما يرافقها من اجراءات قسرية أحادية الجانب، كان لابد أن تتصاعد حدة المقاومة الشعبية يوماً بعد يوم واضعة نصب عينيها تحرير كامل المنطقة من رجس الإرهاب والقوات الأجنبية، ومؤكدة في الوقت نفسه وقوفها خلف الجيش العربي السوري الذي له الكلمة الفصل في تحرير سورية من أقصاها إلى أقصاها من كل إرهاب واحتلال ومعتد.