الثورة أون لاين- راغب العطيه:
من جديد تلقت واشنطن هزيمة سياسية قاسية، وخرجت للمرة الثانية من مجلس الأمن الدولي دون أن تحقق أي شيء من أهداف “آلية الزناد” التي دسّتها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، كخطة مسبقة لتفخيخ الاتفاق النووي الإيراني.
ويعد موقف مجلس الأمن الدولي هذا انتصارا للدبلوماسية الإيرانية التي طالما كانت ملبية لكل بنود الاتفاق النووي الذي ابرم عام 2015 وكذلك قرار مجلس الأمن 2231 الخاص في هذا الاتفاق، بينما تلقت السياسة الخارجية الأميركية صفعة أخرى في الملعب الذي طالما كان تحت البلطجة والعربدة الأميركية.
وجاء رفض غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء، لمسعى الولايات المتّحدة لإعادة فرض العقوبات الأمميّة على إيران بسبب برنامجها النووي، ليؤكد من جديد أن الهيمنة الأميركية على هيئات الأمم المتحدة أصبحت تتراجع بشكل كبير، وأن واشنطن لن تحصد بعد اليوم سوى الخيبات والفشل.
وأختصر البيان الذي أصدرته ممثلية إيران في الأمم المتحدة اليوم الأربعاء كل التجاذبات والتكهنات التي كانت تبني عليها الإدارة الأميركية وأتباعها في المنطقة أوهاما ليس لها مكان إلا في عقولهم العفنة.
وقول بيان الممثلية: إن أعضاء مجلس الأمن أوضحوا بأن أميركا وبعد خروجها من الاتفاق النووي لم تعد عضوا مشاركا فيه، وبناء عليه لا تمتلك الحق لإعادة فرض الحظر الذي كان مفروضا من قبل مجلس الأمن ضد إيران، وهو حق مكفول فقط للدول المشاركة في الاتفاق النووي، وبالتالي فإن هذا الأمر يؤكد أن الولايات المتحدة هي التي حرمت نفسها من حق إعادة الحظر الأممي ضد إيران، وبناء عليه فإن رسالة أميركا لا يمكن أخذها بنظر الاعتبار بصفة إبلاغ يحظى بالأهلية لأهداف القرار 2231 لذا فإنها فاقدة الآن ومستقبلا لأي أثر قانوني.
الموقف الإيراني دائماً كان واضحاً وايجابياً وفي كل المباحثات مع الأطراف المعنية بالاتفاق النووي، الأمر جعل محاولات واشنطن بإطلاق النار على هذا الاتفاق من خلال ما تسمى آلية “سناب-باك” بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب الخروج من الاتفاق أقل ما يقال عنها إنها خاوية وغير قانونية وعديمة الأثر ومرفوضة تماماً أيضاً.
إذاً أميركا اليوم في عزلة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الأميركي وهذا الأمر لم يكن لولا سياسة ترامب الهوجاء وخروجه من اتفاق مجمع عليه من قبل معظم دول العالم تقريباً حتى ولو أنها لم تكن من الأطراف الموقعة عليه.
وكان الرئيس الأميركي هدد إيران في 20 آب الجاري بأن واشنطن ستفعّل آلية “سناب-اك” في مجلس الأمن الدولي الرامية إلى إعادة فرض كل العقوبات الأممية على طهران.
وما أن أخطرت الولايات المتّحدة رئاسة مجلس الأمن رسمياً بقرارها تفعيل آلية “سناب-باك” الأسبوع الماضي حتى أرسل 13 من أعضاء المجلس الـ15 رسالة خطيّة إلى الرئاسة الاندونيسية يطلبون فيها اعتبار طلب واشنطن لاغياً.