لا يختلف المشهد في جنيف، حيث اليد الأميركية كانت حاضرة وبقوة للتعطيل والعرقلة، لا يختلف عن نظيره في المناطق التي تحتلها أطراف الإرهاب وأدواتهم ومرتزقتهم، حيث يواصلون جميعهم أعمال وممارسات الإجرام والإرهاب واللصوصية والنهب والسلب، كتجسيد واضح لسياسة توازع الأدوار والوظائف التي تقوم بها منظومة الإرهاب التي لا تزال تتشبث بالتصعيد والعبث بعناوين وحوامل المشهد.
فما يقوم به الأميركي ومرتزقته في أرياف الجزيرة ودير الزور والحسكة من سلوكيات إرهابية واحتلالية ولا إنسانية، وما يقوم به النظام التركي وتنظيماته الإرهابية في مناطق الشمال من عربدة ولصوصية وأعمال إجرامية وغير أخلاقية، يؤكد مجدداً تكامل وتلاقي أدوار وأهداف الأميركي والتركي في خانة السعي الحثيث المتواصل لتدمير الدولة السورية ونسف كل مقوماتها الوجودية والحضارية والتاريخية والإنسانية.
الحقيقة الساطعة التي لا يزال معسكر الإرهاب يصر على تجاهلها، هي أن كل محاولاتهم العبث بحوامل وقواعد المشهد، باءت وستبوء بالفشل نتيجة إصرار شعبنا العظيم بتضحيات وبطولات ودماء أبنائه على التصدي لكل مخططات العبث بوحدته وهويته وأرضه، وبالتالي فإن كل ما تقوم به الولايات المتحدة والنظام التركي من إرهاب وتصعيد وتحشيد، هو لهاث خلف الأوهام والأحلام والسراب.
المؤكد أن سلوك تلك الأطراف، بات يعكس حالة الفشل والإخفاق التي أضحت عنواناً ثابتاً لسياساتهم ليس في سورية فحسب، بل في المنطقة والعالم بشكل عام، وهذا من شأنه أن يرسم ملامح المرحلة المقبلة برمتها، حيث الأهم في ذلك هو مواصلة الدولة السورية حربها على الإرهاب حتى تطهير وتحرير كامل الجغرافيا السورية من كل التنظيمات والمجاميع الإرهابية التي هي بطبيعة الحال أدوات وأذرع لقوى الاحتلال والإرهاب.
نافذة على حدث – فؤاد الوادي