إنهم المحتلون والغزاة والمستوطنون بأراضي الآخرين بوجوههم العنصرية ذاتها وممارساتهم عينها، وإن اختلفت أسماؤهم ومسمياتهم، يمارسون الإجرام ذاته والسياسات العنصرية ذاتها، سواء قدموا تحت عباءة محاربة الإرهاب أم جاؤوا غزاة محتلين من دون الحاجة لحجة أو ذريعة.
ومناسبة هذا الكلام قيام الكيان الإسرائيلي العنصري باتباع النهج ذاته الذي يمارسه نظام أردوغان في الجزيرة السورية من عدوان عسكري مباشر وحرق لمحاصيل أهلنا، إلى حصارهم ومحاولة التغيير الديمغرافي في مناطقهم، مع أن النظام التركي الاستعماري تعلم تلك السياسات العنصرية أساساً من الكيان العنصري الغاصب، وتتلمذ على يديه بالإجرام واغتصاب الأراضي وتشريد أهلها.
بالأمس قامت قوات هذا الكيان الغاصب بعدوان عسكري على قواتنا، وقبل يوم افتعلت حريقاً على الشريط الشائك شرق بلدة مجدل شمس المحتلة بريف القنيطرة ليمتد إلى الأراضي المحررة مقابل البلدة، ويطول أراضي زراعية ورعوية بالريف الشمالي للقنيطرة المحررة ويهدد أحراجها، فيتناغم الاحتلال الصهيوني بشكل تام مع مخططات المحتلين الأميركيين والأتراك في شمال سورية وفي جزيرتها المعطاء.
اليوم يتبارى الغزاة في شمال سورية وجنوبها لارتكاب الجرائم بحق الإنسانية، ويمارسون البلطجة ذاتها، فالصهاينة يعتدون عسكرياً ويحرقون الأراضي الزراعية والأتراك يفعلون الأمر ذاته، فضلاً عن سرقة مرتزقتهم من التنظيمات الإرهابية الممتلكات العامة وممتلكات الأهالي وتفكيكها ونهبها، وسرقة الأعمدة الكهربائية والأبراج في ريف الحسكة، ونقلها إلى مناطق مكشوفة تستخدم كمستودعات لتخزين المواد المسروقة من خردة وغيرها وذلك تمهيداً لبيعها إلى السماسرة والمحتلين.
لقد جربت منظومة العدوان بقيادة أميركا، وتنفيذ من الكيان الصهيوني والنظام التركي وأتباعها في الغرب والمنطقة، كل أنواع الحصار الاقتصادي والإجراءات القسرية أحادية الجانب وإرهاب “قيصر” وقبل ذلك كل أشكال العدوان العسكري المباشر وغير المباشر عبر الأدوات الإرهابية والوكلاء الإقليميين، وسرقوا نفط السوريين وثرواتهم، وأحرقوا قمحهم ومحاصيلهم، ومنعوا عنهم الغذاء والدواء في زمن وباء كورونا الذي يتضامن العالم كله لاحتوائه، ومارسوا سياسات التعطيش على أهلنا في الجزيرة، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في تطويع السوريين لإرادتهم، ولذلك فإنهم يبحثون عن إحياء أي ورقة محترقة علها تنقذ مخططاتهم المشبوهة، والعودة لحرائق المحاصيل والأراضي إحدى تلك الأوراق المهترئة!.
بقلم مدير التحرير – أحمد حمادة