الثورة أون لاين – دينا الحمد:
من كان يوثق الجرائم المروعة التي ارتكبتها مجموعات “قسد” الإرهابية الانفصالية بحق أهلنا في الجزيرة السورية، يدرك أنها كانت على مدى السنوات الماضية رأس الحربة التي استخدمتها منظومة العدوان بقيادة أميركا وتنفيذ النظام التركي ضد الشعب السوري والدولة السورية، إلى جانب تنظيمي داعش والنصرة المتطرفين ومشتقاتهما، لنشر فوضاها الهدامة، واحتلال الأراضي السورية، وتحقيق أهداف المحتلين والغزاة المشبوهة في منطقتنا برمتها.
ومن كان يدقق أكثر في طبيعة تلك الجرائم، التي يندى لها جبين الإنسانية، يدرك أنها تهدف بمجموعها إلى التغيير الديمغرافي في المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، فجرائم القتل تؤدي الدور نفسه الذي تؤديه جرائم الحصار وحرق المحاصيل وحرمان الأطفال والتلاميذ من التعليم وغيرها من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
اليوم تضيف ميليشيا “قسد” الإرهابية جريمة جديدة إلى سجلها الأسود، فما إن خف الحديث عن جريمتها هي ونظام أردوغان المتمثلة بقطع المياه عن أهلنا في الحسكة وريفها، بعد أن أعادت الدولة السورية تشغيل محطة مياه علوك، حتى قامت هذه المجموعات الانفصالية بجريمة أخرى لا تقل بشاعة عن قطع المياه وهي حرمان آلاف الطلاب من حق التعلم والتعليم، في خطوة تحاكي جرائم تنظيم داعش المتطرف في التجهيل والظلام.
فقد كان لقطاع التعليم والتربية خلال الأيام الماضية نصيب من ممارسات “قسد” القذرة بحق أبناء أهلنا من الطلاب عبر قيام عناصرها، وبدعم أميركي، بالاستيلاء على أبنية ومقار المدارس الثانوية وإغلاقها بشكل كامل في المناطق التي تسيطر عليها لتحرم آلاف الطلاب والتلاميذ من التوجه إلى مدارسهم وتحصيلهم العلمي.
وهي ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها “قسد” هذه الجريمة النكراء فقد كانت هذه الميليشيا قد استولت سابقاً على مقرات مدارس التعليم الأساسي في عموم أرجاء المحافظة التي تسيطر عليها، ومنعت التدريس ضمنها، وفرضت مناهج مغايرة لمناهج وزارة التربية السورية وسط رفض شعبي من الأهالي تمثل بالمظاهرات والاحتجاجات المناهضة لإجرامها.
ولم تكتف هذه الميليشيا العميلة للاحتلال الأميركي، والمرتهنة لمشيئته والمنفذة لأجنداته، بإغلاق المدارس، بل أبلغت الكوادر الإدارية في المدارس الثانوية بعدم العودة إلى المدارس خلال العام الدراسي الحالي، وهددتهم بالخطف والاعتقال، واستولت على كل محتويات المدارس من أثاث ووسائل تعليمية تخص العملية التدريسية.
هكذا إذاً تتناغم ممارسات “قسد” الإرهابية مع ممارسات المحتلين الأميركيين والأتراك ومرتزقتهم من الدواعش، فجميعهم يحاربون السوريين بلقمة خبزهم وشربة مائهم، ويجرمون بحقهم لترك قراهم ومنازلهم لتنفيذ سياسات التغيير الديمغرافي، وما تجهيل الأجيال ومنع الطلاب والتلاميذ من الوصول إلى مدارسهم إلا خطوة من ضمن خطوات الأجندات المشبوهة.
