وعورة التشريعات

 

 

مؤلم المنظر الذي تركه حريق الغاب وجبال مصياف، والمؤلم أكثر التصريحات المتكررة منذ عشرين عاماً عن وعورة المكان وصعوبة الوصول إليه، ولكن نتيجة التلطي وراء وعورة المكان كانت كارثة بيئية واقتصادية، فغابات جبال مصياف من أقدم الغابات وأكثرها تنوعاً وجمالاً.
لم تمنع وعورة المكان بعض الأشخاص من بناء قصور خاصة بهم في أماكن أشد وعورة، ولكنها منعت جهات حكومية من شق خطوط نار إلى تلك المواقع، ومنعتهم من التفكير في خلق مسافات أمان داخل الغابات وذلك بتقسيم الغابات وترك مساحات نظيفة تمنع تمدد الحرائق إلى كامل الغابة وتوقفها عند حدود معينة.
خسرنا بسبب الحرب والتعدي غابات اللاذقية، ونخسر اليوم ما تبقى لنا من غطاء أخضر بسبب التراخي والإهمال والتقاعس. فتح خطوط النار وتقسيم الغابات إلى قطاعات لا يحتاج إلا إلى آليات هندسية لشق الطرق وفتح خطوط نار إلى المواقع الحراجية كافة، وهذا يسهل على فرق الإطفاء ويقلل من المساحات المحروقة.
منطقة الغاب ومحيطها أصابها الكثير من الإهمال، ولم يضع التغني بسهل الغاب وما يُمكن أن يقدمه لسورية من الاحتياجات، هذه المنطقة في أولويات القائمين على الشأن العام، كما لم يدفعهم مشروع “الأغرو بولس” الذي طرحه السيد الرئيس إلى الاهتمام بتلك المنطقة واستثمارها، علما أن المشروع يشبه المناطق الحرة، حيث يُمكن لأي شركة عالمية أن تستأجر قطعة أرض نظيفة في سهل الغاب لإنتاج أصناف معينة أو محاصيل وتصديرها إلى بلادها.
هناك اليوم مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة شمال مدينة حماة وجنوب إدلب والتي تشكل جزءاً مهماً من سهل الغاب تم تحريرها من العصابات الإرهابية، ولكنها خارج الخطط الزراعية بسبب عدم تنظيفها من مخلفات الإرهابيين كالألغام والقذائف، وقد شهدت هذه المناطق استشهاد عدد من المواطنين بسبب انفجار عبوات ناسفة، الأمر الذي دفع أصحاب الأرض لتركها من دون زراعة بانتظار تنظيفها من الجهات المختصة، والكثير من أصحاب هذه الأراضي على استعداد للمساهمة مالياً في تمويل تنظيف أراضيهم، لكي يتمكنوا من زراعتها.
الجبال المطلة على الغاب خسرت ثوبها الأخضر بسبب التقاعس، ولحقت بسهلها المُهمل، ولا بد من تغيير العقلية الإدارية والتشريعية التي ساوت بين الغابة والصحراء، وغيبت التشاركية الحقيقية مع مجتمع الغابة، حيث أصبحت تشريعات حماية الغابات التي عنوانها التشاركية مع المجتمعات المحلية أكبر معيق لهذه المجتمعات في ممارسة حياتهم الطبيعية، وجعلت الغابة عدواً لقاطني محيطها، وهذا جعل البعض يحرقها بعد أن مُنع من الاستثمار والتحرك بشكل طبيعي بجوار الغابة بسبب قوانين لم ترحم المواطن ولم تحم الغابة.

على الملأ- بقلم مدير التحرير- معد عيسى 

آخر الأخبار
الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة