الثورة اون لاين- هناء الدويري:
التحرر من الأمية بين الآمال والطموحات التي عملت عليها الجمهورية العربية السورية حيث عُقدت الآمال والتوقعات على إعلان سورية عام ٢٠١٥ عاما خاليا من الأمية، وذلك بحسب الإحصائيات الرسمية لوزارة الثقافة الجهة المسؤولة عن محو الأمية… وبالفعل انخفضت نسبة الأمية من ٧٠% عام ١٩٧٠ إلى نحو ٥% عام ٢٠٠٩ ،وأعلنت بعض المحافظات خلوّها من الأمية تماما للأعمار بين ١٥ _ ٤٥ سنة، وتحولت أولويات الحكومة والجمعيات والمؤسسات الأهلية إلى مكافحة الأمية بين الكبار باعتبار أن التحاق الأطفال بالتعليم الأساسي وانتظامهم قد ارتفع إلى مايقارب ال ٩٩ % عام ٢٠١٠ أي قبل بدء الحرب على سورية وسيطرة الإرهاب على العديد من المدارس ضمن مناطق سيطرتهم…
يأتي الاحتفاء باليوم العالمي لمحو الأمية والذي أقرته منظمة الأمم المتحدة(اليونسكو ) في الثامن من أيلول من كل عام، يأتي بالتزامن مع استمرار سورية في العملية التعليمية وتعويض الفاقد التعليمي للأطفال السوريين المتسربين من المدارس والمتضررين بفعل الإرهاب والحرب التكفيرية على سورية.
تركز منظمة اليونسكو في اليوم الدولي لمحو الأمية لهذا العام على تعلم القراءة في ظل تفشي وباء كورونا ومابعدها، وتركز أيضا على دور المربين وأصول التربية، في حين تستمر سورية في لملمة أوجاع الأطفال وذويهم من مخلفات مآسي الحرب وتبعاتها من تهديم البنى التحتية من مدارس وغيرها من مستلزمات العملية التعليمية والتربوية ومحو الأمية، ولم تقتصر العمليات الإرهابية على ذلك فقد طالت العملية التعليمية بكل تفاصيلها من تغيير ممنهج للمناهج في مناطق سيطرة الإرهاب إلى إلزام المدرسين والطلاب بمناهج الفكر الظلامي التكفيري أنّى كانت مواقعها وأنماطها لحرف مسار عملية التعليم والتعلّم عن أهدافها الإنسانية النبيلة، وإضافة للإجرام بحق المعلمين والطلاب وقتلهم سعت المجموعات الإرهابية التكفيرية المدعومة من قوى الظلام والجهل والدم، سعت إلى بناء أفواه تأكل وأجساد تتحرك وعقول تطيع ولاتعترض…
كما دعت اليونسكو هذا العام إلى التفكير في استخدام أصول التربية وأساليب التعليم المبتكرة والفعالة في برامج محو أمية الشباب والكبار بغية تحقيق بعض من أهداف التنمية المستدامة، فنحن في سورية ومنذ عشرات الأعوام تقوم وزارة الثقافة في مديرية تعليم الكبار بافتتاح دورات متتالية وغير متوقفة على مدار العام لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الراغبين في تعلّم القراءة والكتابة وبأعمار ومستويات مختلفة لإدماجهم ضمن العملية التعليمية والتربوية وتحصيلهم لشهادات متسلسلة توصلهم إلى مابعد الجامعات.
كما لم تتوقف عملية تأهيل وإعادة المدارس التي دمرها الإرهاب وإعادة افتتاحها واستقبال الطلاب فيها من جديد
الخطوة المميزة لسورية في مجال التعليم أيضا ومحو الأمية والتعليم الإلزامي ومجانيته للذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم بين ٦ _ ١٥ سنة والتشاركية بين الجهات الحكومية وغير الحكومية من (الداخلية والإعلام والإدارة المحلية والمالية والعدل والأوقاف والشؤون الاجتماعية والعمل والثقافة) والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية جميعا في تنفيذ خطط التعليم الإلزامي التي تضعها وزارة التربية…
التحرر من الأمية يساعد في عملية التنمية ويفتح آفاقا جديدة أمام المتحرر ليحقق تطورا في عمله وفي مجتمعه بشكل عام، خاصة وأن الحرب قد أثرت وأفرزت أمية لاتقتصر على القراءة والكتابة، أفرزت أمية في الفكر والعمل الثقافي تقف عائقا أمام التنمية والتطور المجتمعي..
ولعلّنا نشعر بالتفاؤل اليوم لأنه برغم الظروف التي مرت وتمر بها بلادنا فإن عملية محو الأمية مستمرة ونعتبر أنفسنا رقما بسيطا مقارنة مع مايعيشه العالم من أمية حيث إن مايقارب ال ٧٨١ مليون بالغ يعيشون جهلا لمهارات التحصيل حول العالم وان ثلثي هذا الرقم من النساء..