الثورة أون لاين – ريم صالح:
هي النقاط توضع على الحروف، وعلامات الاستفهام والتعجب تحصل أخيراً على أجوبتها، فكل ما يثار من ضجيج وبلبلة إعلامية متعمَّدة حول قضية التسميم المزعوم للمعارض الروسي أليكسي نافالني، إنما يأتي في إطار التشويش على الإنجازات الروسية من جهة ولتمكين معسكر الشر والإرهاب الغربي الذي يتزعمه نظام مافيات الإجرام الأميركية من فرض عقوبات باطلة وغير شرعية على موسكو من جهة أخرى.
فقضية المعارض الروسي لا تعدو عن كونها ورقة يحاول الأميركي ومعه الألماني وثلة من الأنظمة الأوروبية الحاقدة على موسكو أن يلعب بها على طاولة الابتزاز السياسي لعله يحصد ما عجز عن بلوغه خلال السنوات الماضية، وفي العديد من ملفات المنطقة والعالم الجوهرية والحساسة.
الموقف الروسي الناجح في إدارة أزمات المنطقة وكونه كان على الدوام حجر عثرة في وجه مشاريع التمدد الأميركية والغربية أصاب تلك الأنظمة الاستعمارية في مقتل فما كان منها إلا أن اختلقت قضية تسميم المعارض الروسي لوضع موسكو في قفص الإدانة طالما أن ذلك يثلج الصدور الممتلئة حقداً والمتخمة إرهاباً وإجراماً وافتراء وتضليلاً وتزييفاً للوقائع والحقائق على الأرض.
ما نقوله ليس مجرد تخمينات أو من قبيل التحليل الإعلامي وإنما هو شواهد حية مدعَّمة بالأدلة والبراهين وإلا بماذا نفسر كلام الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، بأن بلاده اعترضت مكالمة هاتفية بين سلطات ألمانيا وبولندا تؤكد أن قضية تسميم نافالني مفبركة؟!، وأيضاً بماذا نفسر نتائج الفحوصات التي أجريت لنافالني في أومسك والتي أكدت أن التشخيص الرئيسي لما جرى معه هو اضطراب الأيض، والذي تسبب في حدوث تغيير حاد في نسبة السكر في الدم، وبأنه لم يتم العثور على سموم في دمه وبوله، في حين أن السلطات الألمانية تصرّ على الزعم بأنه تعرض لمحاولة تسميم بمادة كيماوية من فئة المواد الحربية السامة “نوفيتشوك”؟!، وإلى ماذا تشير مماطلة برلين ورفضها التجاوب مع الطلب الروسي القاضي بتسليم موسكو معلومات عن فحص نافالني، بما في ذلك نتائج الفحوص البيوكيميائية، وفقاً لطلب المساعدة القانونية التي أصدرته النيابة العامة الروسية في 27 آب؟!.
الأمور باتت أوضح من وضوح الشمس في كبد النهار، فنظام العنصرية الأميركي والألماني وأنظمة التبعية الأوروبية وجد ضالته في قضية نافالني وفوراً أصدر حكمه بالإدانة على موسكو كيف لا وهو من اختلق كل هذا السيناريو الهوليودي، و ينتظر هذه اللحظة منذ زمن بعيد.
موسكو اتخذت كل ما يلزم للتعامل مع هذا الملف ولا تزال بانتظار الرد الألماني حول معطياته ومعلوماته ونتائج فحوصات المعارض الروسي والتي تثير حولها برلين هذا الصخب غير المبرر، واقترحت إقامة حوار وثيق بين الأطباء الروس وزملائهم الألمان بغية دراسة المعطيات المتوفرة لدى البلدين عن صحة نافالني، الأمر الذي قوبل بعرقلة وتملص من الجانب الألماني.
كما استدعت السلطات الروسية السفير الألماني لدى موسكو، غيزا أندرياس فون غاير، إلى وزارة الخارجية الروسية، بعد تصريحات برلين حول وضع المعارض الروسي أليكسي نافالني ولا سيما أنها لم تستند في هذه التصريحات على بيانات طبية تؤكد ما تردده من استنتاجات.
أما الموقف الألماني فلا يزال على حاله، فلا أدلة ولا إثباتات ومع ذلك تواصل برلين إصدار أحكام الإدانة بحق موسكو كذلك كان موقف رئيسة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليت التي قالت: ليس من الجيد ببساطة أن ننفي بأنه تعرض للتسميم وننكر الحاجة إلى إجراء تحقيق شامل ومستقل وحيادي وشفاف في محاولة الاغتيال هذه، مضيفة بأنه يتعين على السلطات الروسية التحقيق بشكل كامل مع المسؤول عن هذه الجريمة التي ارتكبت على الأراضي الروسية!!.
غريب حال المدعوة باشليت حقاً فكيف تحقق موسكو في هذه الجريمة إذا لم تحصل بعد على المعلومات والأدلة ونتائج الفحوصات من الجانب الألماني؟!، وكيف تؤكد باشليت بأن المعارض الروسي قد تعرض للتسميم المزعوم فيما الوثائق في أومسك تؤكد عدم وجود أي تسمم في دمه أو بوله؟!.