من البلطيق إلى بحر الصين.. واشنطن تعبث بالأمن الدولي!!

الثورة أون لاين – دينا الحمد:

من تكثيف حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتحركاته الجوية في منطقة البلطيق وقرب الحدود الروسية، في محاولة لاستفزاز روسيا وبيلاروس، إلى الدفع الأميركي لمزيد من استعراض العضلات والقوة هناك، مروراً بتهديد الولايات المتحدة الأميركية للسلام والأمن في بحر الصين الجنوبي، وليس انتهاء بنشر هذه الأخيرة ومعها الكيان الإسرائيلي للإرهاب والفوضى الهدامة في منطقتنا، تجهد واشنطن نفسها، وتصارع من أجل البقاء كقوة مهيمنة على العالم، ولا تريد الاعتراف أو القبول بعالم متعدد الأقطاب يسوده الأمن والسلام والاستقرار، وتفرضه التطورات العالمية، وصعود قوى عظمى إلى المنصة الدولية.
فإدارة أميركا العمياء مازالت بقيادة العنصري دونالد ترامب ترى أنها القوة العظمى الوحيدة على الخشبة العالمية، التي تفرض شروطها وهيمنتها بعيداً عن القوانين والأعراف الدولية، ولا يزال حكامها ومنظروها وسياسيوها يتوهمون أن العالم مصمم على القطبية الأحادية التي تتربع أميركا على قمتها، وأنها باقية على عرشها إلى نهاية التاريخ.
ومناسبة هذا الكلام ليست من فراغ بل حقيقة تتناقلها الأخبار من شرق العالم وغربه في كل لحظة، ففي منطقة البلطيق توعز واشنطن لحلف الناتو الذي تتزعمه ليؤجج الأوضاع هناك، ويستفز موسكو علها تقبل بشروط الغرب في بيلاروس أو ملفات عديدة أخرى في المنطقة.
روسيا أكدت من ناحيتها أنها تأخذ بالاعتبار تكثيف الولايات المتحدة مع حلفائها للأنشطة التدريبية في منطقة البلطيق في إطار السياسة المعادية لها ولبيلاروس، وأن واشنطن زادت من تحركاتها الجوية الاستطلاعية بالقرب من الحدود الروسية بنسبة تزيد عن 30 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وأن موسكو تراها من باب التهويل واستعراض العضلات، لكن هذا التطور الخطير ليس بالعابر من وجهة النظر الروسية، وهي تضعه في حساباتها وتستعد لمواجهته.
وبالتوقيت ذاته، وفي الطرف الآخر من الكرة الأرضية، نرى التأجيج الأميركي للأوضاع في ذروته، فقد أكدت الصين أمس أن واشنطن تهدد السلام في بحر الصين الجنوبي وأنها تشكل “أكبر خطر”على السلام في المنطقة، وأنها تقوم بخلق توترات كبيرة توظفها وتستثمرها في نزاعاتها مع بكين، وخصوصاً أن الولايات المتحدة أصبحت المحرك الأكبر لعسكرة بحر الصين الجنوبي ، وتتدخل بشكل مباشر في نزاعات إقليمية وبحرية في المنطقة لتحقيق مصالحها السياسية وتستعرض قوتها باستمرار وتعزز انتشارها العسكري هناك.
وإذا انتقلنا إلى قلب العالم نرى الإرهاب الأميركي ضد شعوب منطقتنا بلغ أوجه، فمن سورية إلى العراق وفلسطين ولبنان واليمن وليبيا وغيرها الكثير باتت البلطجة الأميركية واستثمار الإرهاب مكشوفاً للقاصي والداني، وتأجيج الأزمات بدلاً من حلها بات ميزة السياسة الأميركية دون منازع.
إذاً هي الإمبراطورية التي تنذرها رياح العالم الجديد بالأفول لكنها تصارع للبقاء كقوة عظمى، ولكن بالبلطجة والحروب وإثارة الأزمات، من البلطيق إلى بحر الصين مروراً بقلب (الشرق الأوسط) وكأنها الإمبراطورية التي لا تستطيع أن تتنفس الهواء دون أن تمنعه عن العالم

آخر الأخبار
رفض الهجري للسلطة المركزية يعمّق الأزمة في السويداء ويثير تساؤلات حول البدائل المطروحة  توقف السرافيس في حلب يعيد رسم مشهد النقل "المالية" تعلن رفع الحد الأدنى المعفى من ضريبة الدخل على الرواتب والأجور مع تعذر إدخال كميات جديدة من الوقود..  "الاتصالات": الخدمات في السويداء ستبقى عرضة للانقطاعات  أكاديميو طرطوس لـ"الثورة":  سوريا الواحدة الموحَّدة أمانة في أعناقنا  المبعوثة البريطانية: تقرير التقصي حول أحداث الساحل رسالة بأن المحاسبة ستشمل جميع الجرائم  باراك: احتواء الأعمال العدائية في السويداء يتم بوقف العنف وحماية الأبرياء   بحث احتياجات المهجرين من السويداء مع "الأغذية العالمي" بدرعا سوريا تندّد بمنع دخول قافلة إنسانية إلى السويداء وتحذّر من تداعيات أمنية خطيرة داعم للأسر الريفية في طرطوس.. "تربية الأبقار" مشروع متناهي الصغر رويترز: شركات أميركية تعد خطة لإعادة تأسيس البنية التحتية للطاقة في سوريا من التسرّب إلى التسوّل.. حكايات ترقب بصيص النور في نفق الأمل تفقد مراكز إيواء المهجرين بالريف الشرقي في درعا استبدال وتوسيع مراكز تحويل كهرباء بالقنيطرة دعم المحاصيل وتحسين أنظمة الري في ريف سمعان بحلب آثار حلب تستعيد نحو 1000 قطعة أثرية ثمينة حلب تبسط تراخيص البناء لتمهيد الطريق أمام الإعمار تطوير خطة شاملة بحلب لإدارة النفايات وإعادة تدويرها جنرال إسرائيلي يؤكد أن إسرائيل في حالة ضبابية وتصدع داخلي إعادة التشجير.. أمل أخضر ينبت من رماد الحرائق