الثورة اون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
بعد أشهر من مكافحة الفيروس بشكل منفصل وبسبب المخاوف من أن جائحة COVID-19 قد تؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية، دخلت الكثير من البلدان والمناطق مرحلة جديدة وضرورية لتوطيد أسس التعاون فيما بينها.
فقد قام عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي أواخر الشهر الماضي بزيارة رسمية لبعض دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية، بما في ذلك إيطاليا وهولندا والنرويج وفرنسا وألمانيا.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في بكين، إنها أول زيارة خارجية يقوم بها وزير الخارجية الصيني منذ تفشي وباء كوفيد- 19، وهي تظهر الأهمية التي يوليها الجانبان للعلاقات الصينية الأوروبية.
فقد تعرضت التجارة العالمية لضربة تبعها انخفاض في الاستثمارات مع انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم، لذلك كان الهدف الأساسي لهذه الزيارة هو تعزيز التعاون المشترك بين الصين وأوروبا لمكافحة وباء فيروس كورونا المستجد وأصبحتا نموذجين للتعاون الدولي لمكافحة هذا الوباء.
وقد توصلت الصين والدول الأوروبية إلى توافق حول هذه القضية، حيث سعى كلا الجانبين إلى تعزيز التعاون من خلال وسائل متعددة مثل إنشاء بيئة استثمارية أكثر ودية لتعزيز ثقة السوقين العملاقين، ومواجهة تهديدات وتحديات الأحادية والحمائية، وعودة عقلية الحرب الباردة، وأيضاً مواجهة حركة مناهضة العولمة التي تقودها الولايات المتحدة.
وفي الوقت الحالي، وتحت تأثير انتشار الوباء، تواجه التنمية في أوروبا تحديات جديدة، إلا أن الصين ستدعم بإخلاص عملية التكامل الأوروبي من خلال اتخاذ إجراءات عملية، وستظل شريكا استراتيجيا موثوقا به، في وقت تسعى فيه أوروبا جاهدة من أجل الوحدة والتنمية.
قد يواجه استثمار الشركات الصينية في أوروبا، والذي كان يتناقص بسبب التدقيق المتزايد من قبل الاتحاد الأوروبي بعض الصعوبات هذا العام. إلا أن طرح الاتحاد الأوروبي مؤخرًا ميزانية الإنقاذ الاقتصادي القياسية البالغة 1.82 تريليون يورو (2.1 تريليون دولار)، فهذا سيؤدي حتماً إلى ازدياد الطلب على الاستثمارات الخارجية.
على الرغم من أن الوباء قد أخر جدول الأعمال السابق، إلا أن المفاوضات بشأن معاهدة الاستثمار الثنائية بين الصين والاتحاد الأوروبي (BIT) عادت إلى مسارها ومن المتوقع أن تتقدم بخطوات متسارعة.
وكان محور اهتمام الطرفين البدء بوضع إطار رئيسي يوفر الأساس للقانون والتنظيم في الاستثمارات الثنائية، وأعقب ذلك إطلاق خطة التحفيز الأوروبية البارزة التي تخللتها مفاوضات BIT التي ستساهم في تعزيز ثقة الأسواق.
كما تم وضع سلسلة من استراتيجيات التنمية طويلة الأمد من قبل الاتحاد الأوروبي وذلك لتسهيل انتعاشه الاقتصادي، فكان هناك طلب كبير على الاستثمارات ، لا سيما في الاقتصاد الرقمي، فضلاً عن ضرورة ترقية بنيته التحتية التي من شأنها خلق التكامل بين الصين والاتحاد الأوروبي. وهذا سيؤدي حتماً إلى صيانة النظام الدولي الحالي القائم على التعددية، وتقديم الإسهامات المستحقة في مساعدة تاريخ البشرية على التطور في الاتجاه الصحيح.
وفي الوقت نفسه، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه الاتحاد الأوروبي – وهو اتحاد سياسي واقتصادي يضم 27 دولة – حيث أن لديه آلية أكثر تعقيدًا عندما يتعلق الأمر بصنع السياسات، كما أن جولات التفاوض قد تعيق كفاءة المنظمة ويمكن أن تترك مساحة للتدخل الخارجي. وقد بدأت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة بالضغط على عدد من الدول الأوروبية لإجبارهم على معاداة الصين والشركات الصينية، مثل حملتها القمعية الأخيرة على شركة Huawei Technologies العالمية الرائدة في مجال الجيل الخامس وشركات التكنولوجيا الصينية الأخرى.
في ظل توتر العلاقات الصينية الأمريكية بسبب الحرب التجارية والتكنولوجية لإدارة ترامب، شدد مسؤولو الاتحاد الأوروبي على استقلاله، وهو ما يتوافق بلا شك مع مصالحه الأساسية على المدى الطويل.
وعلى الرغم من انفصال الولايات المتحدة عن استراتيجية الصين، التي ستغير النظام العالمي بشكل خطير، إلا أن الصين والاتحاد الأوروبي استطاعا الحفاظ على توافق في الآراء لتعزيز التجارة الحرة والاقتصاد المفتوح ، مما يعود بالفائدة لكلا الاقتصادين. وإذا تمكن الجانيان من زيادة استقرار وتقوية التعاون وتعزيز الثقة بينهما ، فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى وضع العالم على مسار النمو الاقتصادي بسرعة.
المصدر Global Times