وسط جدل بين من هو مع بدء العام الدراسي وله أسبابه التي تتمثل في عدم إبقاء التلاميذ والطلاب دونما تعليم ،إضافة إلى عدم إبقائهم في الشارع ويكونون أكثرعرضة للإصابة بفيروس الكورونا، وبين من هو مع تأجيل بدء العام الدراسي حتى بداية شهر تشرين الأول القادم .
وبعيداً عن الهرج والمرج حول بدء العام الدراسي ،وانطلاقاً من كون الوضع غير مرض لتلاميذ الحلقة الأولى والثانية نتيجة حالة الازدحام الحاصل في هذه المرحلة، نقترح على وزارة التربية العمل على إلغاء تدريس مواد الرياضة والموسيقا والرسم والتربية الدينية، والإبقاء على المواد العلمية والأدبية، وتقسيم الطلاب إلى ثلاث فئات بحيث يتم تحديد دوام كل فئة من الفئات، بمعنى أن المدرسة تصبح ثلاث مدارس، وبذلك نكون قد حققنا مسألة التباعد المكاني بين التلاميذ والطلاب، إضافة لتحقيق عملية تربوية جيدة .
بكل الأحوال انطلق العام الدراسي اليوم وهنا نريد القول إنّ موضوع التأجيل أصبح خلفنا لأنّ ما نمرّ به من أوضاع بسبب انتشار الكورونا ليس جوّا عاصفاً سيزول بعد أيام، أو عاصفة غبارية ستنقشع خلال يوم أو اثنين . . وباء كورونا صار واقعاً وعلى الجميع التعايش معه، لن ندخل بتفاصيل الطروحات الطبية عن طرق الانتشار وغيرها، ولكن من الواجب علينا معرفة أنّ الوباء لن ينحسر بعد أيام أو أسابيع أو أشهر، بل قد يستمر لسنوات طويلة، وعلى الجميع التأقلم مع هذا الواقع شاء هذا أم أبى، ومن غير المعقول إبقاء التلاميذ والطلاب خارج المدرسة حتى انحسار الوباء أو اكتشاف العلاج واللقاح المناسبين، وبالتالي سيكون لدينا فاقد تعليمي مرعب لا يمكن بأي شكل من الأشكال ترميمه.
فتلاميذنا وطلابنا يرون في العودة إلى المدرسة وإلى الكتاب والمحفظة والقلم وإلى المعلم والتعلم والمعرفة الفرح والسرور لتلقي العلوم العلمية، أما بالنسبة للعاملين في وزارة التربية فإن افتتاح العام الدراسي يعني لهم استمرار العمل ومتابعته لترسيخ صمود سورية بإرادة أبنائها ومتابعة بناء مستقبلها الذي نستودعه في عقول أبنائنا وأفئدتهم.
إن افتتاح العام الدراسي يعني أيضا إنجاز مرحلة من العمل الدؤوب لتهيئة المدارس ولوازمها وكوادرها بكل ما يتطلب ذلك من جهود مضنية لاستقبال الأبناء والمضي معهم في عام جديد بعد انقطاع طويل، وهو عند أسر التلاميذ والطلاب متابعة البذل والتضحية واستمرار العطاء لتربية الأبناء، ويعني أن تنمية الأبناء وتنامي الحياة لم ولن تتوقف مهما فعل الحاقدون.
حديث الناس-اسماعيل جرادات