كان يعيد على مسامع صديقه المتصل عبر الهاتف الخلوي في اليوم الأول من بدء العام الدراسي أن مدير المدرسة أصدر تعليماته الصارمة بأن يلتزم الطلاب بإحضار(الكمامة، المعقم، وزجاجة ماء للشرب) وهي جوازه لدخول الحرم المدرسي، أثلجت كلماته صدري بأن ثمة التزام بالقواعد الصحية لحماية أطفالنا وتحقيق ما أمكن من إجراءات الأمن الصحي.
وفي عودة إلى ذاك الجدل الصاخب الذي طالعتنا به الصفحات الزرقاء بين مؤيد لافتتاح المدارس وبين رافض، كان الواقع والواجب يستدعي عودة الطلاب إلى مدارسهم ومتابعة تحصيلهم العلمي بعد اتخاذ التدابير اللازمة، ومن هذه التدابير بث الوعي بين صفوف الطلاب باستخدام ما يمكن أن نطلق عليه (الفن الثامن).
والفن الثامن هو محاولة استثمار الفنون الثقافية السبعة وتوظيفها لبناء ثقافة طلابنا في المراحل كافة عبر الأفلام السينمائية القصيرة، وعبر المشاركة بالمعارض وتقديم الرسومات التي تعبر عن ضرورة الحفاظ على القواعد الصحية السليمة، هذا ناهيك عن دور المسرح المدرسي وضرورة تفعيل الإذاعة المدرسية وأنشطة عديدة لاشك ستساهم في تعزيز الوعي لدى الأطفال وذويهم في الآن معا.
ولابأس من استعادة المقولة (خير لك أن تشعل شمعة من أن تلعن الظلمة) وبدهي أن يتعلم أبناؤنا الإحساس بالمسؤولية والقدرة على معايشة الواقع بوعي وكفاءة عالية بدل الهروب والبحث عن أسباب واهية لتبرير تقصيره الدراسي أو فشله في الحياة الاجتماعية.
لطالما كانت الثقافة بفنونها كافة عاملاً مهماً في تكريس القيم والمفاهيم الإيجابية، وشكلت في كثير من المواقف نقطة تحول تاريخية في مجتمعات كثيرة، واليوم إذ تتصاعد المخاوف من هذا الوباء اللعين وتتراكم الأزمات والتحديات، لا بد أن نجتهد جميعاً في إيجاد الحلول الملائمة لتجاوزها بوعي ومسؤولية، بعيداً عن كيل الاتهامات وتلك السجالات التي لاطائل منها، بل ربما تزيد الأمر سوءاً، ونحن أكثر احتياجاً لرص الصفوف ومواجهة التحديات معاً والوقوف جنباً إلى جنب للنهوض بمجتمعنا وترسيخ دعاماته في العلم والوعي والبناء.
بوركت الجهود التي تحرس أسوار البلاد على الحدود وفي المشافي وفي دروب العلم والمعرفة وبناء الإنسان.
رؤية-فاتن أحمد دعبول