على غفلة من شعوب العالم ودوله الرافضة للكيان الصهيوني، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً، يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يمرر أي صفقة سياسية دنيئة وإن كانت خاسرة في النهاية، لأن المهم عنده في الوقت الراهن هو الحصول على أي شيء يقدمه للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة كعربون مقدم في صفقة الانتخابات الرئاسية التي يعمل وجميع أركان إدارته للفوز بها بأي ثمن، وإن كان بأبخسها.
وتحاول الإدارة الأميركية استثمار الزمن الرديء الذي تمر به الأمة العربية بسبب انتشار آفتي العصر القاتلتين.. الإرهاب وكورونا، إلا أنه مهما حققت هذه الإدارة من اختراقات، فهي لن تحقق شيئاً مهماً، لأن القول الفصل بالنهاية في القضايا المصيرية للشعوب وليس للأنظمة العميلة التي لا تمثل إلا نفسها.
وصحيح أن الكيان الصهيوني الإرهابي الذي تم تأسيسه على أشلاء أطفال فلسطين قد حقق بعض الاختراقات المشابهة في العقود الماضية وربما أكبر من ذلك، إلا أنها بقيت رغم مرور زمن طويل عليها في الإطار الرسمي دون أن تجد دعماً شعبياً يحتضنها، واتفاقية كامب ديفيد التي وقعها نظام السادات مع العدو الصهيوني عام 1978شاهد حي على ذلك.
ما تطبل له واشنطن هذه الايام حول توقيع بعض الاتفاقيات بين الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة الخليجية لا يعدو مجرد زوبعة في فنجان الذل والمهانة، ولن يصيب القضية الفلسطينية التي يحتضنها الشعب العربي من المحيط إلى الخليج بفكره ووجدانه بأي تأثير، لأنها قضية عادلة تكفلها جميع القوانين والشرائع التي تحكم العلاقات الدولية.
وعلى العكس من ذلك فإن هذه الاتفاقيات المزمع توقيعها في واشنطن في إطار ما تسمى (صفقة القرن) فقد زادت من تمسك الشعب الفلسطيني بالذات بحقوقه غير القابلة للمساومة، وأكدت من جديد أن السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق المغتصبة هو المقاومة ثم المقاومة، الأمر الذي سيجعل في النهاية كل هذه الصفقات المشبوهة لا قيمة لها في ميزان الصراع العربي الصهيوني.
حدث وتعليق-راغب العطيه