الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله :
رداً على الاستفزازات التركية في البحر الأبيض المتوسط ثمة علامات ودلائل استياء أوروبي تبدو واضحة ومتسارعة، بما يؤكد مجدداً أن هذا الاستياء بلغ حده وفاض، بعد أن تماهى نظام أردوغان في وقاحة افتعاله للتوترات البحرية، وهو ما يظهر في تصريحات الاتحاد الأوروبي المتوالية بما يكشف أن ثمة “غضب أوروبي داخلي” بصدد الانفجار في وجه النظام التركي.
وتبدو أيضاً صورة المخاوف الأوروبية من تحركات التركي الأحادية وعدم الاستجابة للتعاون المطلوب هي المسيطرة على بروكسل، فقبيل اجتماع مقرر لزعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل لبحث مسألة تركيا، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن علاقة التكتل بتركيا تمر بلحظة فارقة، داعياً أنقرة إلى التراجع عن التصعيد بشرق البحر الأبيض المتوسط واحترام حقوق الإنسان.
جاء ذلك أمام البرلمان الأوروبي اليوم الثلاثاء بعد أن قال بوريل: إن العلاقات تمر بلحظة فارقة في التاريخ وستسير في اتجاه ما أو في عكسه اعتمادا على ما سيحدث في الأيام المقبلة.
فيما كانت الدول الأوروبية السبع المطلة على المتوسط أكدت الخميس الماضي في ختام قمتها حول الأوضاع في شرق البحر الأبيض المتوسط، استعدادها لفرض عقوبات على تركيا ما لم تتراجع عن تحركاتها الأحادية في المنطقة، وذلك مع تصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة في العلاقات بين تركيا وكل من اليونان و قبرص على خلفية تنفيذ تركيا عمليات للمسح والتنقيب في منطقة تعد غنية بموارد الطاقة، وتعتبرها اليونان وقبرص جزءاً من جرفهما القاري.
لكن رغم العدوانية التركية التي تشي بمزيد من حصول ما لا تحمد عقباه، فإن اليونان حاولت تحويلها إلى فرصة سانحة لإحداث تحولات إيجابية -إن صح التعبير- تفادياً لأي تطورات عكسية قد تخلق ما هو أسوأ بعد أن قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس اليوم: إن أثينا مستعدة للدخول في محادثات استكشافية مع أنقرة على الفور بشأن المناطق البحرية إذا أنهت تركيا الاستفزازات في المنطقة.
وهذا يأتي مع ترقب عقد اجتماع فني للوفدين العسكريين التركي واليوناني، لبحث أساليب فض التصعيد في مقر حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، فيما كان عقد الاجتماع الأول بين وفدي البلدين في 10 الشهر الجاري، بمقر “الناتو” في بروكسل أيضاً.
وسبق أن اتفق الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، والرئيس النظام التركي رجب أردوغان، على انطلاق محادثات فنية بين أنقرة وأثينا لتأسيس آليات لتجنب حدوث مناوشات شرق المتوسط