الثورة أون لاين – سامر البوظة:
على وقع التوتر الذي تشهده منطقة شرق المتوسط ، والذي يؤججه النظام التركي ، تزداد حدة الخلاف بين أنقرة ودول الاتحاد الأوروبي لاسيما مع فرنسا التي تشاطر أردوغان الأطماع وتحلم بنفوذ أكبر في المنطقة ، وذلك عبر الدخول من بوابة الأزمة المتفاقمة لإثبات وجودها ، حيث تستمر حرب التصريحات الكلامية المشتعلة منذ فترة بين الطرفين ، الأمر الذي يزيد المشهد تعقيدا في الوقت الذي تستضيف فيه بروكسل جولة جديدة من المفاوضات الفنية بين تركيا واليونان بهدف تخفيف التوتر ونزع فتيل الأزمة.
وفي جديد الحرب الكلامية بين تركيا وفرنسا وصف رئيس النظام التركي رجب أردوغان سياسات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بالـ”متخبطة”، مشددا على أن بلاده ستفعل الأفضل من أجل مصلحتها في شرق المتوسط ، ومؤكدا على “الاستمرار في العمل على تنمية بلاده بكافة المجالات حتى لو انهارت أوروبا وأميركا اقتصاديا”، على حد قوله.
وتابع أردوغان في كلمة ألقاها اليوم خلال اجتماعه برؤساء فروع حزب العدالة والتنمية في الولايات التركية: لو فرضنا أن تركيا استغنت عن كل شيء، هل ستتخلص فرنسا من سياسة التخبط التي قادها إليها ذلك الطامع غير المؤهل (ماكرون) وتتبنى سياسات عقلانية؟.
وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو أكد بدوره على رفض خريطة “إشبيلية” التي أعدتها اليونان بخصوص الحدود في شرق المتوسط، منوها بأنه إذا استمر التمسك بها فلن يكون بالإمكان حل المشاكل.
وفي سياق سحب بلاده سفينة التنقيب “أوروتش رئيس” أشار أوغلو إلى قول اليونان بأن “هذه أول خطوة إيجابية”، وذلك في تعليق منها على إقدام أنقرة على سحب هذه السفينة إلى ميناء مدينة أنطاليا ، وقال في هذا الصدد: لقد تم سحب السفينة لأعمال الصيانة الدورية والروتينية، وهذا لا يعني على الإطلاق التنازل.
يأتي ذلك في وقت استضاف مقر حلف الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل، اليوم الخميس، اجتماعا جديدا بين وفدين عسكريين تركي ويوناني، بهدف نزع فتيل التوتر بين الطرفين في شرق البحر المتوسط.
وأكدت وزارة الحرب التركية في بيان لها أن الاجتماع الرابع بين وفدها ونظيره اليوناني عقد اليوم في مقر حلف الناتو لبحث سبل فض النزاع، مشيرة إلى أنه من المقرر أن تعقد جولة خامسة من المفاوضات بين الطرفين الأسبوع القادم.
البرلمان الأوروبي أكد من جانبه على احتمال تجنب أنقرة للعقوبات الأوروبية من خلال الحوار مع اليونان وقبرص، للتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط، داعيا إلى التهيؤ لفرض تدابير تقييدية لا تستهدف المواطنين الأتراك.
ودعا في بيان صحفي، اليوم الخميس، على الموقع الإلكتروني للبرلمان الأوروبي جميع الأطراف ذات الصلة بنزاع البحر المتوسط، وخاصة تركيا، إلى الالتزام بخفض التصعيد بشكل عاجل من خلال سحب قواتها العسكرية من المنطقة