كتاب الطفل .. طموحات مؤجلة الهيئة العامة السورية للكتاب .. جهد دؤوب وإبداع

الثورة أون لاين:

ليس رفاهية، بل حاجة وضرورة بات كتاب الطفل في ظل انتشار الفضاءات المفتوحة والتقنيات الحديثة، ويضاف إلى ذلك تلك الحرب اللعينة التي مابرحت تحفر بقسوتها مجراها العميق في نفوس أطفالنا الذين لم يستطيعوا تنسم عبق الحياة النقية والآمنة، بل كانت رائحة البارود تزكم أنوفهم وتنتهك براءة طفولتهم.
ونحن والحال على ماآلت إليه خلال سنوات الحرب العجاف، أصبحت الحاجة ماسة لإعادة بناء ثقافة الطفل والعمل من أجل إحياء طفولتهم الضائعة، والكتاب هو الملاذ الأكثر أمنا والأنجع علاجا، فلم تتوقف أقلام الأدباء ولم يجف حبرهم، بل اجتهدوا في غرس قيم الخير والحب والجمال في نفوس أطفالنا.
وللوقوف عند إنجازاتهم كان ودور الهيئة العامة السورية للكتاب كان لقاؤنا مع د. ثائر زين الدين فقال:
د. ثائر زين الدين: نعمل على تكريس القيم النبيلة
خصصت الهيئة العامة السورية للكتاب من إنشائها في العام 2006 الكثير من عملها وجهدها لإبداعات الأطفال، سواء الإبداعات التي يكتبها الكبار للأطفال، أو حتى الإبداعات التي يكتبها الأطفال أنفسهم، يقول د. ثائر زين الدين مدير الهيئة العامة السورية للكتاب: لدينا مديرية متخصصة بمنشورات الطفل وتعنى حصرا بكتاب الطفل والقصة القصيرة المكتوبة للطفل.
ومن إصدارات الهيئة” مجلة شامة التي تتناول المرحلة العمرية الأولى 4_6 سنوات، ومجلة أسامة تعتني أيضا بأدب الطفل وفكره والأشياء العلمية المبسطة وتغطي مرحلة الطفولة حتى بدء مرحلة الفتوة.
وتركز إصدارات الهيئة الؤلفة منها أو المترجمة على القيم الإنسانية النبيلة والتي تدعو للخير ومحبة الآخر والتمسك بمحبة الوطن وكيفية الحفاظ عليه وعلى ممتلكاته العامة” العناية بأثاث المدرسة، الحفاظ على التقيد بالنظام، ومراعاة النظافة وعدم العبث بالحدائق ..”
ويضيف مدير الهيئة العامة السورية للكتاب” نعمل على غرس القيم النبيلة بلبوس الفن وعلى جناح اللون وأعمال تتمتع بشكل جميل ورسوم معبرة تشد الطفل بمراحله العمرية المختلفة، هذا إلى جانب العناية بالورق الجيد ومتانة الكتاب حتى لا يتمزق.
والاقتداء بالأعلام الفكرية والعلمية
ويبين بدوره أهمية سلسلة” أعلام ومبدعون” التي تقدم لأطفالنا وللفتيان شخصيات مهمة قدمت الكثير في مجال العلم والأدب، الفن، السياسة، الفكر، السينما ..” حتى يتعرف عليها الجيل الجديد ويتمثل إنجازاتها العلمية.
هذا إلى جانب العناية بالكتاب الناطق لإيصال المعلومة والمتعة عن طريق تحميل كتاب كامل بصوت جميل ولغة حلوة، لكتاب مهمين من أصقاع العالم، وقد افتتح هذا المشروع بكتابين مسجلين لسليمان العيسى، الكتاب الأول مسجل بصوته، والآخر بصوت الإعلامي جمال الجيش.
ونسعى من خلال الكتب الإلكترونية التي تحمل على مواقع الهيئة أن نقدم كتب الأطفال جميعها، وما يثلج الصدر أن العديد من الأطفال يتابعون إصداراتنا باهتمام كبير.
– المشروع الوطني للترجمة
وفيما يخص حصة الأطفال من الكتب المترجمة يقول زين الدين: منذ أريع سنوات طرحنا المشروع الوطني للترجمة وكان الجزء المخصص للأطفال غير قليل، وهناك لجان متخصصة تختار الكتب الأهم والأجمل من الأعمال التي تصدر للأطفال والتي لاتتعارض ولاتضر بقيمنا وبيئتنا، وثمة معايير عديدة تشكل بوصلة اللجان المختصة.
وهنا لايمكن تجاهل التحديات التي تواجهنا، فمنذ بدء الأزمة السورية للعام 2011 قل عدد المترجمين الذين نعتمد عليهم بين استشهاد وسفر أو لأسباب خاصة بالمترجم، ويضاف إلى ذلك الصعوبات العديدة التي تواجهنا في تأمين مواد الطباعة أولا والمعاناة من الإجراءات الإدارية ثانيا، ويضاف إلى ذلك انخفاض المكافأة التي تقدم لكاتب الأطفال، رغم أن الهيئة سعت الهيئة إلى رفع قيمة التعرفة وفعلا تم استصدار قرارين متتالين، أحدهما كان منذ 3 سنوات والثاني من أشهر قليلة، ولكن للأسف وبسبب انخفاض قيمة الليرة السورية عدنا إلى نقطة البداية، ولو بقيت قيمة الليرة كما كانت في العام 2010 لكانت التعرفة هي الأفضل في المنطقة العربية.
– طموحات
لاشك الطموح الأول للهيئة أن تتجاوز الصعوبات لتزيد في انتاجها، وتأمين المواد اللازمة للطباعة بعيدا عن العوائق الإدارية التي تكبل عمل الهيئة.
وعلى صعيد تأمين آليات للهيئة لتوزيع الكتب على المراكز الثقافية في القطر، فكل مالدينا شاحنة من طراز الثمانينات وغير آمنة على السائق ومشرف المعارض.
وكل مانتمناه أن نتجاوز المعوقات كافة وأن تنفرج أمور البلاد لأن ذلك سينعكس إيجابا على القطاعات كافة، والجميع يعمل بجد من أجل خير البلاد ونمائها.
– رائدة الصياح: نسعى لتقديم الفائدة والمتعة
وتبين رائدة الصياح مديرة منشورات الطفل أن الإصدارات الخاصة بالطفل تتنوع بين الدوريات الشهرية وسلاسل خاصة للأطفال وقصص تكتب وترسم من قبل الأطفال، وهي تحاكي الأوضاع التي يمر بها بلدنا من خلال قصص توصل المعلومة ببساطتها، وهناك العديد من الكتاب يساهمون بالكتابة للطفل وتعرض نتاجاتهم على لجان التحكيم الخاصة لجهة الموضوع واللغة، وبالطبع ترافق جميع هذه الإصدارات رسوم متميزة لعدد من رسامي الأطفال لإيصال المعلومة بشكل جذاب. 

وتضيف معاون مدير الهيئة العامة السورية للكتاب: نسعى في إصداراتنا التقاط المناسبات التي تهم الطفل” مواعيد الدراسة، الأعياد الوطنية والاجتماعية، موضوع الوباء الذي ينتشر في المجتمع ..” لترسيخ المفاهيم الجميلة لدى الطفل وخصوصا مايتعلق منها ببلدنا وقيمنا التي تقوم على التسامح ومحبة الوطن.
– تحديات
لاشك أن مانقدمه للطفل هو قليل ونحن بحاجة إلى المزيد من المطبوعات وخصوصا أننا نشهد إقبالا لافتا لمطبوعات الطفل في المعارض نظرا لجديتها وأهميتها ورمزية السعر والحسومات التي تصل إلى 60% لأي كتاب يخص الطفل، ولكننا نعاني من بعض المشاكل المادية فيما يخص الطباعة.
ونشأت لدينا ظاهرة الأطفال الذين يكتبون ويرسمون، فهم بحاجة إلى رعاية خاصة وورشات عمل يشرف عليها رسامون وكتاب محترفون، وخصوصا أن أطفالنا تميزوا في هذا المشروع واستطعنا إصدار مجموعة من القصص من إنتاجهم” كتابة ورسما”.
وثمة أمر هام يجب الإشارة إليه وهو ضرورة توجيه الرسامين المحترفين إلى تقديم كل مايسمو بذائقة الطفل والابتعاد عن رسوم العنف المشوهة، والأمر نفسه ينطبق على الكتابة للطفل بعيدا عن الصور التي تؤذي مشاعره.
– أمنيات على دروب الطفولة
وتتمنى بدورها أن يأخذ الجانب الطفولي طابعا جديا أكثر من خلال المحترفين الذين يعملون للأطفال سواء في كلية الفنون الجميلة أو قسم الأدب العربي، بأن يجعل تخصص لأدب الطفل في الدراسات العليا، من أجل رفع الذائقة الفنية لدى الأطفال” وتكريس وجوه صحيحة تحاكي الطفل بذائقة راقية بعيدا عن الصور المشوهة، علّ القراءة والمطالعة تصبح جزءا من ثقافتهم ووعيهم ويكون الكتاب رفيق دربهم.
وأخيرا:
لايمكن تجاهل الجهود التي تبذل من أجل الارتقاء بعالم الطفل ووعيه وثقافته في ظل الكثير من التحديات التي يمكن أن تشكل حجر عثرة أو تعرقل البعض من المشاريع، ولكن عندما تجتمع الإرادة والجهد الدؤوب، لابد أن نرتقي بطفل اليوم، مستقبل الغد، والبداية من الطفولة، وليكن الهدف الأسمى تحصينها بالعلم والمعرفة والوعي
فاتن احمد دعبول

 

 

 

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها