خيراً فعلت وزارة النفط والثروة المعدنية بتعريتها السريعة “للفيسبوكيين الذين يتربصون شراً وبلبلة وفوضى بالشارع المحلي”، ونفيها القاطع للسم الزؤام الذين حاولوا دسه فيما تبقى للمواطن من دسم، وتأكيدها بقاء الكميات المخصصة والمحددة مسبقاً لمادة مازوت التدفئة “المنزلية” على حالها دون أي تخفيض، كما أشاع الفيسبوكيون.
ما جرى أزاح عن كاهل المواطن لعنة جديدة من لعنات الحرب والحصار والعقوبات والمقاطعة والأزمات “مشتقات نفطية ـ قمح ـ دواء ـ مستلزمات العملية الإنتاجية والمواد الأولية والقطع التبديلية لمختلف القطاعات الصناعية والكهربائية والنفطية ..” التي تتعرض لها البلاد منذ ما يقارب العقد من الزمن، وفوتت الفرصة على الغربان الذين ينعقون ليل – نهار.
هذه الشفافية وسرعة التدخل في نقل الحقيقة والواقع والصورة، يجب أن تكون أس وأساس عمل الجهات الحكومية “كافة دون استثناء” من الآن فصاعداً، لقطع الطريق أمام الفيسبوكيين ومن لف لفهم، ولكن هذا يحتاج أولاً وأخيراً وقبل كل شيء إلى عقلية منفتحة وجريئة ومسؤولة وصاحبة قرار، لا مترددة أو خجولة أو حتى ضعيفة تزيد بخوفها وعدم قدرتها على مصارحة ومكاشفة المواطن، واستخفافها في التعاطي مع الملفات الحياتية ـ المعيشية ـ الخدمية العامة، طين الشارع المحلي بلة، تماماً كما جرى خلال أزمة البنزين ورغيف الخبز الحالية التي بدأت بوادر حلهما “المتأخرة” تلوح في الأفق.
ما يجري يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الحلول المناسبة والقرارات والخطوات الحكومية ـ التنفيذية المناسبة، يجب أن تكون في الأوقات المناسبة لا بعد فوات الأوان والدخول في نفق المعالجات الآنية والتجاذبات والشائعات والقيل والقال “التي تؤخر ولا تقدم .. والتي لا تساهم حتى في تفادي الخسائر أو التقليل منها قدر الإمكان”، تماماً كما الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذا ما سيمكن أصحاب القرار الاقتصادي والخدمي والمعيشي من كسب ملكة خاصة اسمها مهارة حل المشكلات الطارئة والمستعصية، لا تعقيدها وجعلها مستحيلة الحل.
الكنز – عامر ياغي