الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
مزيداً من الهزائم تتلقاها أميركا، فعزفها الدولي المنفرد ونشازها أوصلاها إلى طريق مسدود، وهي بعد ان انسحبت وحيدة من الاتفاق النووي مع إيران، تحاول فرض هيمنتها وغطرستها واستبدادها مجدداً على طهران رغم أنها لم تعد طرفاً فيه بعد انسحابها منه، محاولة أيضاً فرض ذلك على الأوروبيين مهددة إياهم بعقوبات، وذلك في خرق واضح فاضح وتجاوز كل الخطوط الحمر في تعاملاتها الدولية، وهو ما أثار رفضاً واستنكاراً واسعين من الأطراف الدولية التي أكدت عدم أحقية واشنطن في فرض عقوبات على إيران.
هذه العدائية الأميركية والضغوط تأتي مع نشاز أميركي وإرهاب متعمد متدخل في الشؤون الأممية قدمه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الأحد، بإعلانه أن العقوبات الأممية ضد إيران دخلت حيز التنفيذ مرة أخرى، على الرغم من رفض المنظمة لهذا الأمر، فيما هدد بكل وقاحة الدول التي لن تنفذ العقوبات بـ “عواقب”.
هذا التدخل السافر والتضليل الدولي الذي بات يدس سمومه في كل خطوة ترفض الانصياع للأميركي والتماهي مع سياساته كان موضع رد دولي رافض لما تمارسه أميركا من بلطجة، حيث علقت وزارة الخارجية الروسية بالقول: إن الولايات المتحدة تواصل تضليل المجتمع الدولي والمضاربة بإجراءات مجلس الأمن الدولي، لاستئناف العقوبات ضد إيران.
وفي بيان نشرته الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد قالت إن كل ما تفعله واشنطن ليس أكثر من عرض مسرحي لإخضاع مجلس الأمن لسياسة “الضغط الأقصى” على إيران “وتحويل هذه الهيئة الرسمية (مجلس الأمن) إلى أداة في يدها”.
ودعت الخارجية الروسية الولايات المتحدة لـ “التحلي بالشجاعة الكافية لمواجهة الحقيقة ووقف التحدث باسم مجلس الأمن الدولي”.
وزراء خارجية “الترويكا الأوروبية” بدورهم رفضوا المحاولات الأميركية بإعادة فرض العقوبات الدولية من جانب واحد على إيران.
وجاء في بيان وجهه وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وهم هيكو ماس ودومينيك راب وجان إيف لودريان: “الولايات المتحدة حاولت قبل 30 يوما إطلاق عملية إعادة العقوبات ضد إيران.. فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تذّكر أن الولايات المتحدة ومنذ انسحابها من الاتفاقية (النووية مع إيران) في 8 أيار 2018 لم تعد طرفا في خطة العمل الشاملة المشتركة.. وعليه فإن أي إجراءات وقرارات لواشنطن لن يكون لها أثر قانوني ومصداقية قانونية”.
كما أبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن الدولي بأن “إعفاء إيران من عقوبات الأمم المتحدة بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015 سيستمر بعد 20 أيلول”.
ومع هذه الضغوط الأميركية المتواصلة نتيجة الهزائم المتلاحقة التي تحاول أميركا الخروج من عنق زجاجتها حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة من أن أي خطوة عملية لتنفيذ العقوبات ستواجه برد صارم من قبل إيران.
روحاني وفي تصريحات صحفية اليوم قال: الولايات المتحدة منيت بهزيمة جديدة في مجلس الأمن الدولي.. أميركا انسحبت رسميا من الاتفاق النووي واعتبرته اتفاقا سيئا وما كان يمكنها استخدام الاتفاق لإعادة العقوبات.. أميركا تقترب من هزيمة مؤكدة في تحركها لإعادة فرض العقوبات”، مبيناً أن هناك طريقا واحدا للتعامل مع إيران هو احترام حقوقها و”التعامل معها بلغة الاحترام.. إيران لن تخضع للتنمر والغطرسة الأميركية”.
كما أعلن عن استعداد بلاده للعودة إلى تطبيق كافة التزاماتها في الاتفاق النووي في حال نفذ الطرف المقابل التزاماته.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة قال أيضاً: إن أعضاء مجلس الأمن ردوا برفض واسع على قرار أميركا إعادة فرض العقوبات، منوها بأنه لا خيار أمام أميركا سوى احترام القوانين الدولية والالتزام بها ووقف أعمالها الإجرامية.