الثورة اون لاين – بيداء قطليش:
في الوقت الذي دخلت فيه الانتخابات الأميركية مرحلة حاسمة، تزداد حدة الحرب الكلامية بين دونالد ترامب وخصمه “الديمقراطي” جون بايدن، ويحاول كل منهما إقصاء الآخر عبر تبادل الاتهامات، وتحميل كل منهما الطرف الآخر مسؤولية الارتدادات العكسية للسياسة الأميركية الداخلية، ومساسها في الكثير من القضايا التي تهم الشعب الأميركي، كاستشراء العنصرية وما يصاحبها من احتجاجات غاضبة، والعجز الواضح عن مواجهة كورونا، وغيرها من المسائل المتصلة بالصحة والاقتصاد وغيرها، وهنا يتجسد الصراع الدائر بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في السباق نحو الفوز بكرسي البيت الأبيض.
وفي خضم التسابق الرئاسي يزداد وهج التراشق بين ترامب وبايدن، حيث قال الأخير خلال اجتماع مع مؤيديه في ولاية ويسكونسن إن الولايات المتحدة تعرضت لأكبر ضرر في العالم من جائحة الفيروس التاجي، بسبب تصرفات ترامب.
وقال بايدن مهاجما الرئيس الأمريكي: “طوال حياته، فر ترامب من المشاكل التي واجهها في ظل الأزمة الحالية (كورونا)، عندما كان يتعين أن يلعب دورا قياديا، هو لم يفلح في ذلك. لقد وقف في مكانه، ولم يتخذ الإجراءات اللازمة، وأصيب بالذعر، ودفعت أمريكا أعلى ثمن بين جميع الدول”.
وفي وقت سابق أخطأ بايدن، متحدثا إلى الناخبين في فيلادلفيا عن ذكر عدد الوفيات في البلاد من جراء فيروس كورونا، وذكر الرقم 200 مليون، بدلا من 200 ألف.
ولم تكن تلك المرة الوحيدة التي يخطئ فيها المرشح الديمقراطي في الأرقام، وعلى سبيل المثال، أكد في حزيران بولاية بنسلفانيا أن 120 مليون شخص توفوا بسبب تفشي “كوفيد – 19”.
وانتقد ترامب منافسه بايدن على هذا الخطأ في الأرقام، واصفا إياه بـ”الغباء الشديد”.
كذلك فإن معركة تعيين شخصية بديلة لقاضية المحكمة العليا التي توفيت السبت روث بادر غينسبورغ باتت تخيم بدورها على السباق الرئاسي في الولايات التي تعد نتائج التصويت فيها غير محسومة، قبل ستة أسابيع فقط على الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ويرى العديد من الجمهوريين أن وفاة غينسبورغ فرصة ذهبية لترامب، ولو كانت مثيرة للجدل، لاختيار محافظ آخر، (وهو ثالث قاض محافظ يختاره) منذ فوزه في انتخابات 2016، ما منحه الفرصة لترسيخ غالبية تميل إلى المحافظين في المحكمة لسنوات عديدة مقبلة على الأرجح.
معركة ترامب مع المرشح الديموقراطي بايدن حامية، ومسألة استبدال القاضية الراحلة هي حلقة جديدة في سلسلة مسائل انتخابية انقسامية مثيرة للجدل، مثل تعامل ترامب مع جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية الناجمة عنها والجدل حول التمييز العرقي.
ولم يُعرف بعد ما إذا كانت قضية غينسبورغ المتفجرة ستغير السباق بشكل جذري أم لا.
لكن الديموقراطيين على مستوى القاعدة يأملون في أن يقابَل ترشيح ترامب بديلا للقاضية برد فعل عنيف من شأنه أن يغيّر مسار المنافسة في ولايات المنطقة الصناعية مثل ميشيغن وأوهايو.
وكان ترامب قد أعلن الاثنين أنه سيكشف عن اسم الشخصية التي يرشحها لخلافة غينسبورغ في المحكمة العليا، نهاية الأسبوع الحالي، مشددا على أن مجلس الشيوخ سيصوت على التعيين قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
وأثارت هذه الخطوة التي تسبق موعد الانتخابات غضب الديموقراطيين. لكن في شمال غرب ولاية أوهايو وهي ولاية تحت الأضواء فاز بها ترامب في العام 2016، تدفق المؤيدون إلى تجمع لترامب في الهواء الطلق الاثنين حاضّين الرئيس على إتمام واجبه.
وفي توقيت يسعى فيه ترامب إلى تسليط الضوء على رفعه لواء “القانون والنظام” لتعزيز حظوظه بالفوز بولاية ثانية، هدّدت الإدارة الأميركية الاثنين مدن نيويورك وسياتل وبورتلاند وأوريغون بحرمانها من المساعدات الفدرالية على خلفية ما تشهده من اضطرابات، متّهمة سلطات هذه المدن بالتراخي في فرض النظام.