الثورة اون لاين -عائدة عم علي:
تتعاظم المخاوف الدولية مع احتمال موجة إصابات ثانية أشد إيلاما بسبب كورونا ما لم يطرأ “تغيير على المسار” المتصل بالمرض، وبدأت الكثير من الدول تتخذ إجراءات صارمة لمواجهة هذه الموجة، وسط احصاءات جديدة صادرة عن منظمة الصحة العالمية تفيد بأن تفشي وباء كوفيد-19 يتسارع في العالم حيث تم تسجيل عدد قياسي من الإصابات المعلنة خلال سبعة أيام الأسبوع الماضي بلغ نحو مليونين، وإن تراجع عدد الوفيات.
وفي بيانات محدثة نشرتها منظمة الصحة العالمية تشير إلى أنه تم تسجيل مليون و998 ألفا و897 إصابة جديد بكورونا المستجد حول العالم في الأسبوع الذي انتهى في 20 أيلول، مشيرة إلى أن ذلك يمثّل ارتفاعا نسبته 6% عن الأسبوع السابق وأعلى عدد من الإصابات المسجّلة خلال أسبوع واحد منذ ظهر الوباء.
ومع ارتفاع حدة المخاوف،أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الثلاثاء عن فرض إجراءات تقييدية جديدة لمكافحة تفشي فيروس كورونا، محذرا من أنه قد يكون هناك المزيد من الإجراءات، إذا فشلت الخطوات التي تم اتخاذها اليوم في خفض أعداد المصابين.
وقال في كلمة أمام البرلمان: “يجب أن أؤكد أنه إذا فشلت جميع إجراءاتنا في خفض عدد الإصابات، فإننا نحتفظ بحق فرض قيود أكثر”.
وسجلت بريطانيا خلال الأيام الأخيرة ارتفاعا حادا في أعداد الإصابات، وتعتبر أكثر الدول الأوروبية تضررا من تفشي الوباء حيث سجلت حتى الآن أكثر من 400 ألف إصابة، ونحو 42 ألف وفاة.
ولن تطبق التدابير الجديدة التي أعلنها جونسون إلا في إنكلترا، إذ إن لكل مقاطعة بريطانية الحق في اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن الوباء، لكن وبحسب الحكومة البريطانية، فقد تحدث جونسون هاتفياَ مع رؤساء وزراء اسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية و”قد اتفقوا على اعتماد مقاربة موحدة بقدر الإمكان، خلال الأيام المقبلة”.
وأسفر الوباء حتى الآن عن وفاة 961,500 شخص في العالم منذ نهاية كانون الأول، حيث تسجل الولايات المتحدة العدد الأكبر من الوفيات الناجمة عن الفيروس في العالم (199,815 وفاة. وتليها البرازيل (137,272 وفاة)، ثم الهند (87882) والمكسيك (73493) والمملكة المتحدة (41759).
وقبل نحو ستة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، يتوقع أن تبلغ الحصيلة الرسمية للوباء 200 ألف وفاة في وقت قريب جداً في الولايات المتحدة، إذ تسجل الولايات المتحدة يومياً نحو ألف وفاة، وهو إذا ما قيس بعدد السكان، يعادل أربعة أضعاف معدل الوفيات في أوروبا.
وفي أميركا الشمالية أيضاً أعلنت كيبيك أنها تقف على مشارف موجة ثانية وفق المدير الوطني للصحة العامة. ومقاطعة كيبيك التي تعدّ 8 ملايين نسمة وهي الأكثر تضرراً من الوباء في كندا، سجلت 586 إصابة جديدة خلال يوم واحد، وهو عدد غير مسبوق منذ أواخر أيار.
وعلى وقع هذه المخاوف الدولية افتتحت البورصات الصينية على تراجع كبير الثلاثاء، غداة يوم سيىء للبورصات الأوروبية، التي اهتزت بفعل ارتفاع إصابات الوباء في بعض الدول والعواقب الاقتصادية المحتملة للقيود على الحركة التي تفرض لمواجهته.
وقال ديفيد مادن محلل الأسواق في شركة “سي ام سي ماركت” البريطانية “إن المحن الصحية تعكّر المزاج العام”.
وفي باريس، تراجع مؤشر “كاك 40” بنسبة 3,74%، وهي جلسته الأسوأ منذ 11 حزيران. في فرانكفورت، خسر “داكس” نسبة 4,37%، وفي لندن تراجع “فوتسي 100” بنسبة 3,38%,
كذلك يبدو الوضع مقلقاً في الجزائر، حيث تخطى عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس 50 ألفاً ، وأيضا في فرنسا التي سجلت 5 آلاف إصابة إضافية خلال 24 ساعة، وتونس التي تسجل في الأيام الأخيرة أعدادا قياسية في الإصابات، لكن مع ذلك، لا يجري النظر بفرض قيود جديدة.
وتواجه الأرجنتين ايضاً تداعيات الوباء، فقد سجلت عدداً قياسياً جديداً من الوفيات اليومية بلغ 429، ما يرفع إجمالي الوفيات الناجمة عن الوباء فيها إلى 13482، وفق السلطات، وهو أكبر عدد وفيات يومي منذ بدء انتشار الوباء في البلد الجنوب أميركي، حيث لاتزال تدابير العزل سارية المفعول منذ 20 آذار وسط تخفيف تدريجي لها حسب المناطق.