برمجة ذكيّة..

ظلمٌ بيّن نوقعه على عاتق البطاقة الإلكترونية “الذكيّة”، فهي أداة مبرمجة وليس لها من ثأر مع المواطن حتى تنكّد عيشته بالطريقة التي نراها اليوم، بل هي تلقت أمراً من مبرمج أكثر ذكاء منها، ضمّن برامجها آليته العبقرية في توزيع المواد.

العلّة الأساسية التي انطلقت البطاقة المكروهة شعبياً لأجلها هي وقف الهدر ومكافحة الفساد الحاصل في توزيع المواد اللازمة للمواطن، والحفاظ على مكتسب الدعم الذي يستفيد منه خبزاً وبنزيناً، الغني والفقير.. الفاسد والشريف على حد سواء، ولكن ما نراه اليوم وبشكل جليّ هو التفنن عبر البطاقة في إيجاد الطرق الكفيلة باستنزاف يومه من طاقة ووقت..

وليكتمل المشهد بعد كل الصور الوردية التي صوّرت لنا عن البطاقة، ما زال الوضع على حاله بالنسبة للمستفيدين من كل شيء ولكنه بات أسوأ للمواطن الذي وجدت البطاقة لأجله، لجهة الصعوبة في الحصول على الخدمة والمعاناة والتشاجر والجدل وسواها من منغصات الروح والقلب والجسد يومياً…

الخبز يُقنن بالبطاقة سدّاً لمنافذ تسربه من المخابز، لكنه موجود في كل مكان حتى مطاعم الفول والحمّص إلا لدى المواطن الذي قُنّن لأجله…

والبنزين نادر ندرة الزئبق الأحمر في محطات الوقود، ولكنه بوفرة رمال الصحراء ومياه المحيطات في السوق السوداء وعلى طرقات السفر.. وبجانب الكثير من محطات الوقود..

أما أسطوانات الغاز المقننة حرصاً على توفرها لـ”الأخ” المواطن، فهي كثيرة لدرجة يمكن معها توزيع أسطوانة على كل فرد ينتظر الصراف الآلي في الطوابير أمام المصرف العقاري..

ما الذي جنيناه من البطاقة، وأي نتائج إيجابية حققتها لنا بعد ثبوت عجزها عن وقف الهدر وما يفترض بها من مكافحة الفساد..

بعبارة أخرى ألم يحن الوقت لإعادة النظر بكل الآلية التي تعمل بها هذه البطاقة.. وبالكثير الكثير من المفاصل التي تقوم على وضع آلية عملها حتى لا تكون سبباً في مزيد من الأزمات واحتقان النفوس، والخشية كل الخشية من يوم تتحول فيه هذه البطاقة إلى ما يشبه بطاقة صراف العقاري.. شكل دون مضمون أو عائد..

 الكنز- مازن جلال خيربك

آخر الأخبار
لبنان في مرمى العزلة الكاملة.. "حزب الله" يسعى وراء مغامرة وسوريا ستتأثر بالأزمة    وزير الطاقة: تخفيض أسعار المشتقات النفطية لتخفيف الأعباء وتوازن الاستهلاك     الرئيس الشرع: الإدارة الأميركية تتفق مع هذه الرؤية   "مجلس الشيوخ" الأميركي يقرّ اتفاقاً لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد  درعا تعيد صوت الجرس إلى ثلاث مدارس   أميركا تخطط لبناء قاعدة عسكرية ضخمة قرب غزة بقيمة 500 مليون دولار  وسط صمت دولي.. إسرائيل تواصل انتهاكاتها داخل الأراضي السورية بهذه الطريقة  تعاون مرتقب بين "صناعة دمشق" ومنظمة المعونة الفنلندية  "التربية والتعليم" تعزز حضورها الميداني باجتماع موسع في إدلب 80 فناناً وفنانة في مبادرة "السلم الأهلي لأجل وطن"  خسائر بأكثر من سبعة ملايين دولار بسبب فساد في القطاع العام     ترامب يحذر الشرع من إسرائيل:  هل بقيت العقبة الوحيدة أمام سوريا؟   تنفيذ طرق في ريف حلب ب 7 مليارات ليرة  الكهرباء تكتب فصلاً جديداً في ريف دمشق.. واقع يتحسن وآمال تكبر السكك الحديدية السورية.. شريان التنمية في مرحلة الإعمار  بمشاركة سوريّة.. الملك سلمان يتحدث في مؤتمر "من مكة إلى العالم" جودة الخبز ورفع الجاهزية على طاولة التجارة الداخلية  "مهرجان تسوّق حلب".. عودة الألق لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي  بعد تخفيف القيود على التكنولوجيا.. سوريا أمام اختبار البنى التحتية شبكات متهالكة وموارد ناضبة.. أزمة المياه تطرق أبواب دمشق بقوة