ظلمٌ بيّن نوقعه على عاتق البطاقة الإلكترونية “الذكيّة”، فهي أداة مبرمجة وليس لها من ثأر مع المواطن حتى تنكّد عيشته بالطريقة التي نراها اليوم، بل هي تلقت أمراً من مبرمج أكثر ذكاء منها، ضمّن برامجها آليته العبقرية في توزيع المواد.
العلّة الأساسية التي انطلقت البطاقة المكروهة شعبياً لأجلها هي وقف الهدر ومكافحة الفساد الحاصل في توزيع المواد اللازمة للمواطن، والحفاظ على مكتسب الدعم الذي يستفيد منه خبزاً وبنزيناً، الغني والفقير.. الفاسد والشريف على حد سواء، ولكن ما نراه اليوم وبشكل جليّ هو التفنن عبر البطاقة في إيجاد الطرق الكفيلة باستنزاف يومه من طاقة ووقت..
وليكتمل المشهد بعد كل الصور الوردية التي صوّرت لنا عن البطاقة، ما زال الوضع على حاله بالنسبة للمستفيدين من كل شيء ولكنه بات أسوأ للمواطن الذي وجدت البطاقة لأجله، لجهة الصعوبة في الحصول على الخدمة والمعاناة والتشاجر والجدل وسواها من منغصات الروح والقلب والجسد يومياً…
الخبز يُقنن بالبطاقة سدّاً لمنافذ تسربه من المخابز، لكنه موجود في كل مكان حتى مطاعم الفول والحمّص إلا لدى المواطن الذي قُنّن لأجله…
والبنزين نادر ندرة الزئبق الأحمر في محطات الوقود، ولكنه بوفرة رمال الصحراء ومياه المحيطات في السوق السوداء وعلى طرقات السفر.. وبجانب الكثير من محطات الوقود..
أما أسطوانات الغاز المقننة حرصاً على توفرها لـ”الأخ” المواطن، فهي كثيرة لدرجة يمكن معها توزيع أسطوانة على كل فرد ينتظر الصراف الآلي في الطوابير أمام المصرف العقاري..
ما الذي جنيناه من البطاقة، وأي نتائج إيجابية حققتها لنا بعد ثبوت عجزها عن وقف الهدر وما يفترض بها من مكافحة الفساد..
بعبارة أخرى ألم يحن الوقت لإعادة النظر بكل الآلية التي تعمل بها هذه البطاقة.. وبالكثير الكثير من المفاصل التي تقوم على وضع آلية عملها حتى لا تكون سبباً في مزيد من الأزمات واحتقان النفوس، والخشية كل الخشية من يوم تتحول فيه هذه البطاقة إلى ما يشبه بطاقة صراف العقاري.. شكل دون مضمون أو عائد..
الكنز- مازن جلال خيربك