ويتكرر المشهد..

بعيداً عن تقييم تجربة توزيع الخبز وفق نظام الشرائح التي طبقت في ثلاث أو أربع محافظات، فقد كشف التطبيق ومنذ اليوم الأول خللاً واضحاً في أداء البطاقة (الإلكترونية) لجهة عدم شمولها كامل أفراد العائلة لدى الكثير من المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لمراجعة مراكز النفوس والسجلات المدنية ومراكز النافذة الواحدة في مناطقهم ومدنهم بهدف الإسراع في تعديل بياناتهم، ليتمكنوا من الحصول على كامل مستحقاتهم من مادة الخبز.

فمع البدء بتطبيق تجربة الشرائح على الخبز، ظهرت المشكلة جلية لدى العديد من المواطنين الذين حصلوا على ربطة واحدة وفي أحسن الأحوال ربطتين، في حين أنهم يستحقون أكثر من ذلك على اعتبار أن عدد أفراد أسرهم أكبر وبالتالي كان من المفروض أن يحصلوا على عدد ربطات تتناسب مع شريحتهم.

هذا الأمر دلل بكل وضوح أن الخلل يكمن في بيانات البطاقة الالكترونية التي لم تشمل كامل أفراد الأسرة، مع العلم أن كل من حصل على هذه البطاقة كان قد تقدم إلى مراكز التكامل بكل المعلومات المطلوبة، من صور للهويات الشخصية، وصور عن كل دفاتر العائلة وبيانات عائلية تبرز وتوضح عدد أفراد كل أسرة وأعمارهم وأرقامهم الوطنية وغير ذلك من المعلومات الشخصية.

إلى جانب ذلك فإن معظم المواطنين الذين اكتشفوا الخلل قبل البدء بتطبيق آلية توزيع الخبز الجديدة كانوا قد تقدموا بأوراق جديدة وبيانات عائلية لتعديل بياناتهم على البطاقة، علهم يحصلون على مستحقاتهم الحقيقية من مادتي الرز والسكر، إلا أن بعضهم فوجئ بأن جهوده لم تفلح في إعادة تعديل بياناته، وذهب تعبه وساعات الانتظار الطويلة التي قضاها على أبواب مراكز البطاقة هباء منثوراً..

وهذا ما دفع الكثيرون للسؤال عن مدى اهتمام وجدية من قام بتنظيم تلك البطاقات، واهتمامهم بحقوق المواطنين، والحرص على عدم التفريط بأي منها، ومن سيحاسب هؤلاء الذين أضاعوا عليهم حقوقهم بالمواد المقننة على البطاقة والتي مضى عليها أشهر، واليوم أضيف لها مادة الخبز، في وقت بات واضحاً فيه أن المواطن لم يعد قادراً على تحمل أعباء الحياة المعيشية بسبب هشاشة الرواتب وعدم قدرتها على تغطية 10% من احتياجات الأسر محدودة الدخل.

وبذلك نكون أمام مشهد آخر يتكرر غالباً تضيع فيه حقوق المواطن، وتتعثر خدماته لأسباب تتعلق بجودة أداء الموظفين أو من أوكل لهم مهمة القيام بتقديم هذه الخدمات، إما لعدم كفاءتهم أو لاستهتارهم باحتياجات المواطنين، وعدم الاكتراث بالنتائج السلبية التي سيتحملها المواطن نتيجة إهمالهم وتقصيرهم بالعمل..

حديث الناس- محمود ديبو

 

آخر الأخبار
هل نجحت سوريا في اقتصاد السوق الحر؟ بعد عام على التحرير.. سوريا تفتح أبوابها للعالم في تحوّل دبلوماسي كبير " متلازمة الناجي".. جرح خفي وعاطفة إنسانية عميقة خطوة ذهبية باتجاه "عملقة" قطاع الكهرباء بين واشنطن وموسكو وبكين.. دمشق ترسم سياسة خارجية متوازنة مشاعر الأمومة الفطرية والتعلق المرضي... أين الصواب؟ شباب اليوم.. طموح يصطدم بجدار الفرص المحدودة الصين تعلن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا الأوجاع المؤجلة.. حين يتحوّل الصبر إلى خطر "سوق الجمعة".. اقتصاد شعبي وسط الضجيج إدمان الإنترنت.. التحدي الرقمي للشباب كيف نتعامل معه؟ "صناعة حلب" تواصل استعداداتها لانطلاق "مهرجان التسوق" سوريا تبدأ موجة من الدبلوماسية القوية بعد سقوط الأسد استياء شعبي بعد رصد صورة لـ "المخلوع" داخل "تربية حلب" الانتخابات في سوريا.. الوزير الشيباني يطرح ملف الشرعية الشعبية إنتاجية زيت الزيتون بدرعا في أدنى مستوياتها.. وأسعاره تتجاوز المليون ليرة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية.. بين محدودية الدخل و"الهروب إلى البالة" لا زيادة على الغاز: "الطاقة" تؤكد وفرة المخزون واستقرار الأسعار بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة