الثورة اون لاين- لميس عودة:
من منطلق الإفلاس والهزائم في ميدان المعارك تواصل منظومة الارهاب العالمي حبك خيوط مؤامراتها ونفث سموم أكاذيب “الكيميائي” في كل مرة تصل فيها مخططاتها إلى طريق مسدود، وتعجز عن فرض معادلات ميدانية لمصلحة الإرهابيين، بفعل صمود وقوة الجيش العربي السوري الذي وحده من يفرض المعادلات على الأرض ويرسم خرائط الميدان، ويراكم انتصاراته نحو إنجاز النصر الكامل على الإرهاب وداعميه والذي بات مسألة وقت قصير.
فكلما اتسع فضاء الإنجاز السوري العسكري والسياسي، وضاقت كثيرا الخيارات العدوانية لمحور الارهاب وفي مقدمته أميركا والنظام التركي الارهابي، سارعوا لاستحضار تعويذة الأسلحة الكيماوية، وبدؤوا العزف الممجوج على أوتار التضليل والتدليس والافتراء فيها، وأمروا أدواتهم من بقايا فلول تنظيماتهم الارهابية لاستخدامها من أجل التغطية على هزائمهم من جهة، وكأسلوب قذر اعتاد العاجزون الفاشلون من رعاة الارهاب استخدامه لكيل التهم الباطلة والتحريض والتجييش ضد الدولة السورية في المحافل الدولية، وهذا ما نوهت اليه وحذرت منه روسيا بأن التنظيمات الإرهابية في إدلب تحضر لهجوم كيميائي جديد تستهدف من خلاله المدنيين بمواد سامة في الجزء الجنوبي من منطقة “خفض التصعيد” في ادلب.
التسعير الحالي المتصاعد في المشهد السوري وغاياته المقصودة لا تتضح فقط في النفخ المتواصل في رماد الارهاب فحسب، ولا في تسخين جبهتي الشمال والجزيرة بالهجمات والانتهاكات العدوانية، ولا حتى باجترار الأكاذيب وافتعال الفبركات الكيماوية في ادلب، بل يتعداه لنفث سموم الأطماع المرادة أميركيا وتركيا، والاتجار الوقح بأمان واستقرار السوريين كوسيلة قذرة لتسويغ بقاء القوات الاحتلالية الاستعمارية التي يسيل لعاب الشراهة والجشع بالمقدرات السورية من أنياب متزعميها.
العزف الارهابي من قبل جوقة الشر العالمي على أوتار السلاح الكيميائي المقطوعة عاف المتلقي سماعها من كثرة التشدق الغربي الوقح بها، إلا انه يعكس مجددا ويؤكد حالة التماهي الغربي الاستعماري الكامل مع الإرهاب وتكامل الأدوار العدوانية المنفذة على الأراضي السورية، فامتلاك التنظيمات الارهابية للأسلحة المحرمة دولياً بتسهيل وتنسيق من الدول المعادية للشعب السوري أمر مثبت وموثق حذرت منه سورية مراراً وتكراراً ، وحالة تغافل وتعامي المجتمع الدولي وخاصة ما تسمى منظمة حظر الاسلحة الكيماوية عن استخدامه من قبل ارهابيي واشنطن واردوغان مدروسة ومتعمدة تنفيذاً للأوامر الاميركية، ولتبريرالتدخل العدواني السافر .
الدولة السورية اعتادت على عواصف التجييش المسيس ضدها منذ نحو عشر سنوات، وعلى زوابع التعمية التي يتم استثاراتها لذر الغبار في العيون للتعتيم والتشويش على جرائم الحرب بحق السوريين التي ترتكبها ادارة ترامب والنظام التركي، وهي تدرك أن المؤامرات ضدها لم تنتهِ، وأجندات استهداف الشعب السوري عسكرياً واقتصادياً وسياسياً ستتغير عناوينها الاجرامية ولبوسها العدواني كل مرة. لكنها ماضية بكل عزيمة وإصرار واقتدار لنسف المشاريع الاستعمارية ودحر الإرهاب عن كامل التراب الوطني وتحقيق النصر.