الثورة أون لاين- بقلم مدير التحرير- بشار محمد:
أضاءت الشعلة الشرقيّة لمصفاة بانياس إيذاناً بإقلاع وحدات البنزين بعد الانتهاء من صيانتها بنجاح وبأياد وطنيّة وبقطع غيار محلية الصنع أو مدورة محلياً تفوق بمدلولاتها التعافي من أزمة الوقود وحل مشكلة الازدحام على محطات الوقود إلى بعدها الحقيقي المتمثّل بإرادة السوريين الصلبة في قهر العقوبات القسرية وكسر الحصار الإرهابي الذي استهدف الشعب السوري وحاجاته اليومية (ماء وغذاء وغاز ونفط).
حقيقة المشهد لا يحتاج لترجمة وتأويل وتمحيص بل هو نتاج خبيث لإدارة أميركيّة اعترفت على لسان ما يسمى مبعوثها إلى سورية جيمس جيفري الذي فاخر بأن بلاده هي من تسببت بما حل بقيمة العملة السورية بفعل فرض إدارة ترامب جملة من الإجراءات القسرية العدوانية على الشعب السوري عبر ما يسمى قانون “قيصر” وتباهى باستهداف المواطن السوري بلقمة عيشه دون أن ننسى تقريراً نشره موقع “انترناشونال بزنس تايمز” بنسخته الصادرة في سنغافورة يؤكد أن الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب أمر شخصياً بإحراق المحاصيل الزراعية في سورية لحرمان الشعب السوري من خيراته ووقّع أمراً تنفيذياً لقواته المحتلة للتنفيذ والتي ساهمت أيضاً في سرقة النفط السوري بالتعاون مع إرهابيي تنظيم “داعش” والمحتل التركي وأبرمت الصفقات مع العملاء لها لسرقة وبيع النفط.
الحصار الاقتصادي الإرهابي ورقة أخيرة من أوراق الضغط الأميركيّة لانتزاع تنازل من الدولة السورية وكسر إرادة وصمود شعبها وتمرير مشروعها الصهيوني غاية وهدفاً والتسابق لإبرام صفقات تطبيع مشبوهة جزء من حلقات الحصار الإرهابي وفرض واقع مختلف يشكّل بيئة مناسبة للمخطط الصهيو- أميركيّ بتواطؤ غربي فاضح مع بعض الأنظمة العربية.
ترامب يفرغ ما في جعبته من خيارات سوداء ليكسب ولاية رئاسية جديدة وإيجاد مخرج لإدارته يحفظ به ماء وجهه بعد هزيمة مشروعه في المنطقة، فالدولة السورية صمدت بمؤسسات ها، وجيشها قهر الإرهاب وأذلّه والشعب السوري قدّم أنموذجاً في الصمود الاسطوري ليؤكد حقيقة أن النصر آتٍ لا محالة وكسر الحصار مسألة وقت بإرادة وعزيمة السوريين الشرفاء.