الثورة اون لاين – ادمون الشدايدة:
يواصل الغرب التدخل في الشؤون الداخلية لبيلاروس لزعزعة استقرارها وأمنها، حيث تأتي خطواته التصعيدية تلك في سياق مناورة فاشلة لمحاولة إكمال طوق الحصار على روسيا التي تقف عثرة في طريق مشاريعهم وأجنداتهم الاستعمارية، وما تصريحات الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون إلا دليل إضافي على السياسة الغربية العدائية التي لم تتوقف ابداً، والتي ظهرت بشكل مستفز وعلني خلال لقائه الأخير مع من يسميها الغرب زعيمة المعارضة البيلاروسية سفتلانا تيخانوفسكايا، والذي اعتبرته أوساط كثيرة بأنه لقاء مثير للجدل، وهو خطوة في مسار التحريض لإشعال الفتن الداخلية في بيلاروس.
الرئيس ماكرون الذي تذرع باستعداده للقيام بدور الوسيط، لم يتورع عن التمادي في التدخل بالشؤون الداخلية لبلد سيادي مستقل، فدعا لما سماه الانتقال “السلمي” للسلطة، متجاهلا أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو فاز بانتخابات شرعية، وأنه لا يحق لأي رئيس بلد آخر أن يطالبه بالرحيل كما فعل ماكرون، وتفعل الدول الأوروبية السائرة في مركب الضغوطات الأميركية.
وفي ظل سياسة التصعيد الغربي لتكريس حالة الفوضى في بيلاروس قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن بيلاروس تتعرض إلى ضغوط خارجية غير مسبوقة.
وأضاف بوتين في رسالة بالفيديو وجهها إلى المشاركين في منتدى أقاليم روسيا وبيلاروس: “الآن مع الأخذ في الاعتبار، الوضع الصعب الذي توجد فيه بيلاروس، بما في ذلك في ظروف الضغط الخارجي غير المسبوق بعد الانتخابات الرئاسية، أود أن أكرر مرة أخرى: العلاقات بين روسيا وبيلاروس لا تخضع للوقت ولا للظروف، فهي تتمتع بأساس متين، وتوحد الدولتين روابط ثقافية وروحية قوية متجذرة منذ قرون، وهناك علاقات قرابة واسعة وروابط عائلية، وتاريخ مشترك”.
وأشار بوتين إلى أنه تحدث عن أهمية التعاون بين الاقليم في البلدين مع رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، في 14 أيلول في سوتشي.
وقال: “لقد اتفقنا على تحفيز تنفيذ المشاريع ذات المنفعة المتبادلة بشكل أكثر نشاطا بين الكيانات الروسية ومناطق جمهورية بيلاروس.
وشدد على ضرورة إعطاء دفعة إضافية لتنمية العلاقات بين الأقاليم، التي تعد واحدة من أهم مكونات العلاقات الأخوية، القائمة على حسن الجوار، والتحالف الحقيقي بين روسيا وبيلاروس.
ونوه بوتين بأن “العلاقات بين البلدين، مبنية على مبادئ المساواة ومراعاة مصالح كل منهما”.
وأكد الرئيس الروسي على تعاون الجانبين في مجال البناء الدفاعي، ومواجهة التحديات والتهديدات المعاصرة الحادة، بما في ذلك في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وفي سياق الضغوط الغربية المتواصلة على روسيا، يسعى “الناتو” على ما يبدو لتصعيد استفزازاته ضد موسكو، وهذا ما بدا واضحا من خلال دعوته على لسان أمينه العام ينس ستولتنبيرغ روسيا إلى “سحب قواتها” من جورجيا، وقد تظهر تلك الدعوة في توقيتها هذا نوعاً من الضغط المبطن على روسيا من أجل ثنيها عن دعم بيلاروسيا والوقف إلى جانبها بوجه المخططات الغربية، وهذا يدل أيضاً على مسعى الغرب الدائم والمتواصل لمحاولة حصار روسيا بسبب وقوفها في وجه سياسة الهيمنة التي يحاول أن يكرسها الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة.