ثورة أون لاين- راغب العطيه:
في ظل التسيس المتعمد لآليات التعامل مع فيروس كورونا المستجد من قبل عدد من الدول على المستوى العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، دخلت عمليات مواجهة هذا الوباء في صلب السياسة العامة لكل دولة من الدول، ومع تزايد انتشار الوباء في العديد من الدول، أصبح اختبار الكشف عن فيروس كورونا المستجد جزئية مهمة تطغى على ما سواها من طرق مواجهة هذا الوباء.
وقد أثارت الاختبارات السريعة للكشف عن الفيروس اهتماما عالميا، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توزيع 150 ميلونا من هذا الاختبار في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بينما وعدت منظمة الصحة العالمية بتوفير 120 مليون اختبار للدول الفقيرة عندما تتوفر الأموال اللازمة.
وبعد أن أودى الوباء بحياة أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم، يقوم العديد من خبراء الصحة بحملات منذ أشهر لاستخدام ما يسمى باختبارات الأجسام المضادة، وهي طريقة غير مكلفة ونتائجها سريعة يمكن الحصول عليها في ما بين 15 و30 دقيقة.
وبحسب الخبراء بما يتعلق بالصحة العامة، فإن الاختبار أكثر فاعلية لأنه يتيح إجراء أعداد مضاعفة من الاختبارات وبالتالي يمكّن في المحصلة من اكتشاف أعداد أكبر بكثير من الإصابات، إضافة إلى أنه يوفّر وقتا ثمينا للغاية مقارنة بالفحص المخبري التقليدي، إذ إن قدرة المصاب على نقل العدوى لسواه غالبا ما تكون في أوجها في بداية فترة الإصابة وهي الفترة التي يعتبر فيها عزل المصابين أمرا حاسما للحدّ من تفشّي الوباء.
وفي السياق ذاته وعدت منظمة الصحة العالمية التي تصادمت معها إدارة دونالد ترامب وشركاؤها بتوفير 120 مليون اختبار لأفقر البلدان شرط العثور على التمويل اللازم.
وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي افتراضي قائلاً: لدينا اتفاق ولدينا بداية تمويل، والآن نحتاج إلى المبلغ الكامل حتى نتمكن من شراء هذه الاختبارات.
وستحتاج هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى 600 مليون دولار للإيفاء بوعدها، علما أن كلفة الاختبار الواحد تبلغ 5 دولارات وقد تنخفض مع زيادة الانتاج، في حين أن الصندوق العالمي تعهد تقديم 50 مليونا.
لكن مسألة الاختبارات هي مشكلة مركزية في أكثر البلدان فقراً، فوفقا لمنظمة الصحة العالمية تجري الدول الغنية 292 اختبارا في المتوسط لكل 100 ألف نسمة، بينما الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل تقوم بـ 61 فقط والدول المنخفضة الدخل 14.
ويأتي هذا النقاش حول جدوى الاختبارات السريعة مع استمرار انتشار الوباء في كل أنحاء العالم، وخصوصا في القارة الأوروبية التي ينتشر فيها الفيروس بمعدل مرتفع.
وأودى الوباء بحياة أكثر من مليون شخص حول العالم حتى الآن، وتأتي الولايات المتحدة الأميركية على رأس الدول الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات (205,024) والإصابات(7,147,070) تليها البرازيل (142,058 وفاة).