الثورة أون لاين-منهل إبراهيم:
ينطبق المثل القائل (إذا لم تستح فافعل ما شئت) على رئيس النظام التركي رجب أردوغان الذي يعلن بكل صلافة تدخله السافر وإشعاله حطب الاحتراق ومساهمته في رفع منسوب التصعيد العسكري في الأزمة الناشبة بين أرمينيا وأذربيجان.
وهاهو أردوغان يعلن اليوم، شروطا من أجل ما أسماه إعلان وقف إطلاق النار بين حليفته أذربيجيان وأرمينيا، في تصريح يظهر (نفوذه) وتدخله الوقح في الأزمة الناشبة في إقليم ناغورني قره باغ.
وقال أردوغان في خطاب متلفز إن “وقف إطلاق النار لن يكون ممكنا ما لم تنسحب القوات الأرمينية من إقليم ناغورني قره باغ” وغيرها من الأراضي الأذربيجانية، وفق “فرانس برس”.
وجاء في خطابه: “يعتمد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في هذه المنطقة على انسحاب الأرمينيين من كل شبر من الأراضي الأذربيجانية”.
واشتعلت المواجهة منذ الأحد الماضي في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، وأسفرت المعارك عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتجاوزت المعارك حدود الإقليم، مما ينذر بحرب شاملة بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين.
ودخل النظام التركي على خط المعارك سريعا، وأعلنت دعمها صراحة لحليفتها أذربيجان، مطالبة أرمينيا بإنهاء ما أسمته “احتلال المناطق الأذرية”.
ويرتبط النظام التركي بعلاقات استراتيجية مع أذربيجان، خاصة في مجال الطاقة والدفاع وتعهد في السابق بدعم باكو “حتى النهاية” في قضية الإقليم.
ويقول مراقبون إن أنقرة تدعم أذربيجان أيضا في مواجهة أرمينيا، بسبب مواقف تركيا التاريخية المعادية للأرمن.
وتتهم يريفان أنقرة بالتدخل في المعارك المستمرة بين بين أذربيجان وإقليم قره باغ، في أعنف جولات الصراع منذ أكثر من ربع قرن.
وذكر مسؤولون أرمنيون أن قادة عسكريين أتراك يوجهون العمليات العسكرية في الإقليم.
وكان وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان قال في وقت سابق إن تركيا ترسل “مرتزقة وإرهابيين” إلى أذربيجان من أجل القتال ضد قوات إقليم ناغوني قره باغ .
وذكر مناتساكانيان أن أرمينيا ليس لديها أي شروط مسبقة للتفاوض مع أذربيجان، بخلاف الأخيرة التي كانت البادئة في أحدث جولات الصراع بينهما.
وتطالب أذربيجان باستعادة السيطرة على ناغورني قره باغ، الإقليم الجبلي ذي الغالبية الأرمنية، والذي لم يعترف المجتمع الدولي، ولا حتى أرمينيا، بانفصاله عن باكو عام 1991.