الثورة اون لاين- فاتن دعبول:
يقول خوسيه ساراماغو “الأديب يكتب أدبا محليا، أما الأدب العالمي فيبدعه المترجمون الذين أدركوا بفطرتهم أن الثقافة الحقيقية لاتتطور بغير الإطلال على الثقافات الأخرى، لذا أصبحت درجة التقدم تقاس بدرجة ازدهار حركة الترجمة في هذه الأمة أو تلك”.
ولأهمية الترجمة ودورها في تبادل الثقافات ونهضة الشعوب أقامت وزارة الثقافة، الهيئة العامة السورية للكتاب، الندوة الوطنية للترجمة بعنوان” ترجمة المصطلح إلى اللغة العربية في مكتبة الأسد الوطنية، القاعة الرئيسة.
د. لبانة مشوح: ترجمة المصطلح العلمي.. مبادىء أساسية
أوضحت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن اتساع حركة الترجمة وتعريب العلوم في عصر المأمون واكبه اتساع المخزون المصطلحي للغة العربية، الأمر الذي أفضى إلى اتساع الأفق المفاهيمي للعقل العربي، ووفد إلى اللغة كم هائل من المصطلحات العلمية تدفق إليها من شتى الحقول المعرفية العلمية والفلسفية، وتكرر الأمر عينه في عصر النهضة.
وأضافت د. لبانة مشوح : نظرا لتنوع المصادر اللغوية التي تنقل منها العلوم الوافدة، ولتعدد مفاهيم المصطلح النظرية، وحيث أن الجهود البحثية والترجمية المواكبة والداعمة لعملية النقل هذه جهود مبعثرة يعوزها التنسيق، أقرت مجامع اللغة العربية منهجية ومبادىء أساسية واجبة المراعاة عند نقل المصطلح الأجنبي إلى اللغة العربية، يمكن تلخيصها حسب الأولوية والأفضلية” إحياء الفصيح، التوليد بالاشتقاق أو المجاز أو النحت، ثم ترجمة المصطلحات بمعانيها، وأخيرا التعريب.
وقد وضعت لجان متخصصة في مجمع اللغة العربية بدمشق وأقرت عددا كبيرا من المصطلحات العلمية الجديدة باتباع منهج التوليد بالاشتقاق من مثل” الشابكة، الأعراقية، الإثنية، المشهدية ..”
د. راتب سكر: مصطلح الأدب المقارن
وبين د. راتب سكر أن ظهور مصطلح الأدب المقارن في اللغة العربية كان في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين، بعد ذيوعه المقابل باللغة الفرنسية وغيرها بزمن طويل، وترافق ظهوره ومسيرته عربيا، بما رافق ظهوره ومسيرته فرنسيا، من نقد ومعارضة.
ويضيف: إذا كان الأدب المقارن قد واجه تطورا حاسما في القرن العشرين بتأثير جهود المقارنين الأمريكيين والروس وغيرهم، فأعيد النظر في تعريفه ومناهجه وحدوده وميادينه وغاياته العلمية، فإن قضية مصطلحه ظلت موصده الأبواب أمام الأبواب أمام أي تطوير أو تغيير منشود، ولكن مع جهود العديد من الباحثين أصبح مصطلح الأدب المقارن شائعا عالميا رغم نقص دلالته في التعبير عن المراد به، ليخلص إلى نتيجة مفادها أن نشدان المطابقة بين الدلالتين اللفظية والاصطلاحية لكل مصطلح من الصعوبة بمكان، مايجعل من اعتماد الدلالة الاصطلاحية أساسا معرفيا لتداول المصطلحات من الأهمية بمكان.
شاهر نصر: إغناء اللغة العربية بالمصطلحات
وتحت عنوان” أهمية إغناء اللغة العربية بالمصطلحات، ودور مؤسسات اللغة والترجمة في توحيدها” يقول شاهر نصر: إذا كنا خائفين على لغتنا ومصيرنا، علينا الانتقال من حالة الاستهلاك والتكرار إلى حالة التنمية والانتاج والإبداع في المجالات كافة، ولكي تؤتي الترجمة ثمارها وإغناء اللغة العربية بالمصطلحات العلمية والحضارية وتوحيدها، لابد من مراعاة:
تكامل عملية الترجمة مع عملية البحث العلمي والفكري والأدبي، في ظل دولة علمانية متحضرة تنسجم مع متطلبات العصر، وترجمة نظريات المعرفة والعلوم الدقيقة والفلسفة ومناهج التفكير السليمة، هذا إلى جانب تعميم عملية الترجمة المؤسساتية الجماعية والاستفادة ماأمكن من شبكة الانترنيت، ومن المفيد الاطلاع على الدور الذي تلعبه الجمعية الدولية للمترجمين العرب.
ويخلص إلى القول بأهمية دعم مديرية الترجمة في الهيئة العامة للكتاب والجمعية الدولية للمترجمين العرب وغيرها من المؤسسات الموجودة على شبكة الانترنيت والاستفادة منها، فضلا عن دعم جهود مكتب تنسيق التعريب التابع للتربية والثقافة والعلوم في إنجاز القاموس الموسوعي لإغناء اللغة العربية بالمصطلحات الحديثة.
د. زبيدة القاضي: ترجمة المصطلح والخطاب النقدي
وعرضت د. زبيدة القاضي أستاذة النقد الفرنسي الحديث، جامعة حلب في ورقتها إشكالية ترجمة المصطلح النقدي وتوقفت في القسم الأول عند إشكالية ترجمة المصطلح النقدي وعلاقته بالمنهج ودوره في تلقي الخطاب النقدي، وعرضت في القسم الثاني نماذج لتجارب نقاد في استخدام المصطلح النقدي وتوظيفه في تجاربهم النقدية، أما القسم الثالث فقد خصصته لتجربتها الخاصة في ترجمة المصطلح النقدي والصعوبات التي واجهتها في ترجمة الكتب النقدية إلى العربية.
لتصل إلى أهمية ترجمة المصطلحات في عملية التلقي التي تجمع بين أطراف أربعة: الكاتب، النص، القارىء، والمترجم الذي يعبر من منظومة إلى أخرى ومن لغة إلى أخرى مايغير شكل القراءة مع بقاء النص أحد الأطراف لتلك العلاقة.