إفتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:
بالأدلة القاطعة، وفي أقل من 15 يوماً، يَثبُتُ للعالم أنّ دونالد ترامب هو مُجرم قاتل بمَرتبة رئيس!
لم يُعلق القاتل ترامب على ما أوردته “فوكس نيوز”، ولم يُحاول نَفي أو حتى تَجميل ما قاله لها بالمُقابلة من أنه ناقش مع جيمس ماتيس وضعَ خطة لاغتيال السيد الرئيس بشار الأسد، وهو الأمر الذي يُثبِّتُ عليه صفة المُجرم، وتُهمة الشروع بالقتل، ذلك حسبَ كل القوانين الجزائية الدولية.
وفي خطاب عَلني على منبر الأمم المتحدة – نَقلته وسائل الإعلام العالمية مُجتمعة، ومن دون استثناء – بمُناسبة الاجتماعات السنوية للمُنظمة الدولية، اعترفَ القاتل ترامب مُفاخراً بارتكابه شخصياً جريمة اغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني!.
الاعترافان الأول والثاني عَلنيان، جَرى تَوثيقهما بالصوت والصورة، تابعهما العالم على أوسع نطاق، وليس الرأي العام الأميركي وحدَه المَشدود حالياً إلى هزلية المُناظرات والحملات الانتخابية الرئاسية الخاصة بترامب ومُنافسه بايدن، وبالتالي فإنّ الاعترافين قانونياً يَتجاوزان ما يُوصف بالإخبار الذي يُوجب على المحاكم الجنائية التحرك للقبض على المُجرم لمُحاكمته ومُحاسبته أمام المَحاكم المُختصة.
ترامب المُجرم يَعترف بلسانه أمام عدسات الإعلام، ومن على منبري الأمم المتحدة ومحطة تلفزيونية واسعة الانتشار، فما الذي يَمنع المحاكم الدولية من التَّحرك لجعله يَمثُل أمام قَوس العدالة؟ ما الذي يَجعل العالم يَبتلع لسانه ويَلوذ بالصمت؟ أو ما الذي يجعل أكثر من نصف العالم يُصفق للمجرم مُنافقاً مُشاركاً له ولبلاده في حروبها وجرائمها؟
لو أنّ شخصاً آخر، أيّ شخصية سياسية بمرتبة رئيس أو وزير، لو زلّ لسانه واعترف بتَجاوزات سَطحية لا تُقارن بحال من الأحوال مع ما أَقَرّ به القاتل ترامب، هل كان للعالم أن يَصمت؟ أم أنه كان استنفر كل أدواته الشرعية وغير الشرعية، فضلاً عن الفضاءات السياسية والإعلامية ليَملأها ضجيجاً ونفاقاً بادّعاءات الحرص على العدالة وتَحقيقها؟
الإجرام الأميركي المُعلن، التَّفرد، القطبية الأحادية، والبَلطجة الأميركية كنتاج لاختلال مَوازين القوّة في النظام العالمي إذاً هي ما يَقف خلف الصمت وابتلاع اللسان، بل الاصطفاف خلف المُجرم والتصفيق له، لا شيء غير ذلك.. وإذا كان هناك ثمّة أسباب أُخرى فينبغي على من يَمتلكها الإعلان عنها بشجاعة وجرأة، وإلا فعليه أن يَتحمل المسؤولية بالشراكة مع المُجرم والقاتل، ترامب ومن سَبقه كمُجرمين بمَرتبة رؤساء، والنظام الأميركي المارق كنظام مافيوي يُمارس النهب والاستبداد والهيمنة واللصوصية والإرهاب والجريمة المُنظمة.
اعترافاتُ القاتل المُجرم ترامب إياها، بمَعزل عن كل المُوبقات الأميركية الحالية والسابقة وتلك التي يُعَدُّ لها، يَنبغي أن تكون المُناسبة التي يُنظر لها بجدية على أنها المُمارسة التي باتت تُظهر الحاجة المُلحة، بمُوجباتها وأهميتها، لجهة تَصحيح الخلل الحاصل في النظام الدولي، ولناحية إعادة التوازن له، ودائماً بما يُصحح ميزان العلاقات الدولية، ويُعيد للأمم المتحدة الدور الذي أُنشئت من أجله.
الصين، روسيا، وقوى إقليمية وعالمية وازنة على الساحة الدولية تتحملُ ربما المَسؤولية الأكبر بحَملِ العالم على التّحرك باتجاه رَدع أميركا والنظام الغربي الرأسمالي المُتوحش التابع لها، وباتجاهات أُخرى يجب ألّا يُكتفى خلالها بتَحطيم دفة الإرهاب التي تُمسك بها واشنطن، وبتَطبيق القانون الدولي، بل تتخطاها لتَضمن الأمن والسلام، ولتُهيئ لقيام نظام عالمي أكثر عَدلاً وتَوازناً.