على النقيض من ادعاءاته.. ترامب أكثر من دعم الإرهاب في الشرق الأوسط

الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:

“الإرهاب” في الشرق الأوسط كلمة صعبة حقاً، ومن الصعب أن تجد شخصين يتفقان على معناها، فبموازاة من يعتبر المسلحين إرهابيين، ثمة من يرى فيهم مقاتلين من أجل الحرية مثل ترامب الذي يراهم جيشًا شرعياً، ومع ذلك، هناك سؤال يتم تطبيقه أكثر على ترامب هذه الأيام، هل فعل أي شيء في ولايته للحد من الإرهاب.. أم أنه في الواقع لم يفعل سوى إشعال النيران؟!.
في مرحلة أكثر وضوحاً.. إذا أردنا أن نأخذ التعريف المحدود للإرهابيين على أنهم “مجموعة متطرفة تحمل السلاح و تقاتل به لإنشاء دولة منعزلة عن الدولة الأم التي تحتضنهم” كما يحصل في الشرق الأوسط، فإننا يجب أن نفترض أن تدخلات ترامب في تلك الدول إرهابية وغير قانونية لأنه يقوم بمساعدة تلك المجموعات المتطرفة.
بعد فترة وجيزة من توليه منصبه، سرعان ما قاد ترامب الحملة العسكرية في العراق وسورية، والتي كانت تهدف إلى “ضرب” داعش مباشرة، “هكذا كان يقول”، والتي بدأت في العراق وتقدمت غرباً حتى وصلت إلى مركز التنظيم في الرقة في شمال شرق سورية.
قبلها كانت الحملة العسكرية الأميركية في العراق بقيادة أوباما أيضاً (لمحاربة الإرهاب)، كانت قد قامت بحمله لمحاربة داعش، ولكن تبين لاحقاً أن الأميركي يدعم ويسلح ويدرب داعش وأخواتها في المنطقة، ونتيجة انهزام التنظيم المدعوم أميركياً على يد السوريين وحلفائهم الإيرانيين والاختلاف في الرؤى السياسية والعسكرية، كان لا بد من إعطاء أمر من قبل ترامب بقتل أحد أكبر القادة العسكريين الذين كان لهم دور كبير في هزيمة داعش في المنطقة ( الجنرال قاسم سليماني).
فبعد تعرض داعش لهزائم ثقيلة في الموصل ومعاقل عراقية أخرى، انتقل العديد من عناصر التنظيم هاربين إلى سورية، بمساعدة الجنود الأميركيين، هناك الكثير من السخرية في السياسة الأميركية، يبدأ ترامب حملة مناهضة لإيران في غضون أشهر من توليه منصبه ويدعي أن له الفضل في “تدمير” داعش ومع ذلك، وفي وقت مبكر من عام 2019 نرى أنه قام بتحريك وتقديم دعم لوجستي لداعش وجعلها أكثر من حركة سرية، إنها تعيد تجميع نفسها في العراق وسورية وتشن حملتها ضد المدنيين أين ومتى تستطيع.
والأهم من كل هذه المفارقات، لدينا سياسات ترامب المناهضة لسورية وإيران والتي أثرت بشكل مباشر على نمو داعش والجماعات المتطرفة الأخرى في البلاد، من خلال دعمه لهم حيث قام ترامب عام 2017 بحملته الأولى في الشرق الأوسط بإطلاق صواريخ على سورية من سفينة حربية أميركية.
لكن الفكرة القائلة بأن ترامب يضرب داعش فيها شيء من الحماقة، فمع العقوبات الأميركية المتزايدة وبشكل مستمر وغير مدروس ضد كل من إيران وسورية، وتزايد الآراء الحقيقية في طهران ودمشق تماشياً مع وجهة النظر القائلة (لا يوجد خيار سوى الرد)، يشعر الكثيرون بالقلق من اندلاع حرب جديدة مع الولايات المتحدة وحلفائها والتي يمكن أن تنطلق إذا فاز ترامب بولاية ثانية.
ومن ناحية أخرى، الصين التي أصبحت بسرعة عدواً للولايات المتحدة في عهد ترامب، حيث أخذت الأحداث تتسارع مع بداية ظهور (COVID19) ووصلت الحالة بين البلدين إلى درجة الحرب الباردة، وفي هذه الأثناء، تحولت أفغانستان والصومال إلى ساحات قتال جديدة بسبب عدم كفاءة الرئيس الأميركي وسياسته الخاطئة والفاشلة، هو لا يفهم حقًا المنطقة على الإطلاق، ولا يقرأ التقارير، هو مهووس فقط بإرث أوباما – وبالطبع بإعادة انتخابه، وبالتالي فإن ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام هو انتصار محموم للهراء، ما يترك العديد من الأميركيين يتساءلون كيف تكسب المجلات الساخرة مثل The Onion لقمة العيش بعد الآن..؟
لقد فعل ترامب أكثر من أي شخص آخر لتوسيع وصول داعش وتعزيز قدراته، لأن سياسته تجاه إيران تشبه حرفياً صب البنزين على النار، فقد قام بجمع كل الفصائل التي كانت منقسمة في السابق بسبب اختلافها عقائدياً ليصبح تركيزها على عدو مشترك مع أميركا وهو إيران.
بينما يستعد ترامب لسحب عدد من القوات الأميركية في أفغانستان – وليس الكل- ومواصلة تعميده للأكاذيب الموجهة إلى جمهور ساذج للغاية وصحافة خاضعة على غرار “انظر! قلت لك إنني سأخرج أولادنا من حروب الشرق الأوسط “، سيكون من الصعب تفسير ارتفاع عدد القتلى من الجنود الأميركيين هناك، أو سقوط أعداد جديدة من القتلى في أماكن أخرى مثل الصومال، والتي سيربطها جيل معين من الأميركيين بغلاف لمجلة TIME عام 1993 يظهر جثة جندي أميركي قتيل يتم جره بواسطة مركبة في شوارع مقديشو.

إن من يفعل مثل هذا بجنوده لا يستحق جائزة نوبل، لأنه ليس نبيلاً ولا يستحق أن يكون رئيساً لأميركا.
مارتن جاي
Strategic Culture

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها