بريطانيا والدور الإعلامي الخبيث في الحرب على سورية

الثورة أو لاين – ترجمة: حسن حسن:

تتكشف في فرنسا اليوم حالة من (إرهاب بحلة جديدة) لتسويقه كرمز من رموز الحرية، إذ تفضح الوثائق التي ظهرت مؤخراً إلى العلن عملية واسعة من “البروباغندا” الدعائية في سورية نفذتها مؤسسات إعلانية ووسائل إعلام غربية بإشراف وتمويل الحكومة البريطانية, بالإضافة إلى حكومات أخرى.
قامت العملية على أساس إيجاد وسائل إعلام اجتماعية “مستقلة” مثل: “الخوذ البيضاء” أو مراسلين وهميين كانوا يزودون الصحافة الغربية بمعلومات مضللة فبركتها المخابرات البريطانية ومعها مخابرات أخرى، وعند قراءة هذه الوثائق المتداولة حالياً, ندرك بسهولة أن أولئك الذين طالبوا بشجب “هذه المواظبة بالتدخل في الحرب” الدائرة في سورية أمثال آسانج وماننيغ وأيضاً فيتشك, لماذا دفعوا حياتهم ثمناً لذلك.
إنها مؤسسات مولتها الحكومة البريطانية دربت قادة ما يسمى “المعارضة” السورية, ونشرت لهم مقالات في وسائل الإعلام كـ “بي بي سي والجزيرة “, واستخدمت مجموعة من الصحفيين، كما أن الوثائق التي أميط اللثام عنها مؤخراً توضح كيف أن مؤسسات الحكومة البريطانية طورت بنية تحتية متقدمة من “البروباغندا” الدعائية لاستجلاب الدعم الغربي “للمعارضة” السياسية والمسلحة في سورية.
تكشف الوثائق المسربة أيضاً كيف تلاعبت الاستخبارات الغربية بوسائل الإعلام, مدعية أن التغطية الإعلامية باللغتين العربية والإنكليزية ضد سورية كانت في سبيل الحصول على تغطية دائمة وثابتة مؤيدة “للمعارضة”، بالمقابل, قام متعهدون أميركيون وأوروبيون بتدريب وتقديم النصح والمشورة سواء للصحفيين أو رؤساء الحكومة الموجودين في المنفى، كما نظمت هذه المؤسسات مقابلات لقادة “المعارضة” السورية في وسائل الإعلام الكبرى مثل “بي بي سي والقناة الرابعة البريطانية”.
أكثر الإعلاميين الذين استخدمتهم قناة (الجزيرة) في سورية, كانوا قد تلقوا تدريبهم في برنامج مشترك بين الحكومة البريطانية والأميركية يدعى “باسما”, الذي أطلق المئات من الصحفيين التابعين “للمعارضة” السورية، وأن مؤسسات العلاقات التابعة للحكومة البريطانية لم تمارس تأثيرها على وسائل الإعلام التي كانت تغطي الأحداث في سورية فحسب, بل كانت تنتج الأخبار المفبركة ليتم نشرها على شبكات التلفزة الرئيسية في الشرق الأوسط, بما فيها( بي بي سي الناطق بالعربية, والجزيرة, والعربية, وتلفزيون المشرق “أورينت”) .
هذه المؤسسات الممولة من المملكة المتحدة عملت كخدمات علاقات عامة على مدار الساعة “للمعارضة” السورية المسلحة التي يسيطر عليها المتطرفون، أحد المتعهدين ويدعى “اينكونسترات”, صرح بالقول بأنه كان على تواصل دائم مع شبكة تضم أكثر من مئة صحفي دولي, وأضاف بأنه كان يستخدمهم لفرض وجهة النظر الداعمة “للمعارضة”.
مؤسسة غربية أخرى تدعى “آرك” وضعت استراتيجية “لإعادة إبراز” “المعارضة” المسلحة للسلفية الجهادية وذلك من خلال “تلميع صورتها”, وتفاخر هذه المؤسسة بأنها أعدت حملة دعائية “للمعارضة” التي دأبت على نشرها باستمرار باللغة العربية على كل القنوات التلفزيونية الكبرى.
عملياً, تأثرت كل وسائل الإعلام الغربية الكبرى بحملات التضليل التي مولتها الحكومة البريطانية مثل (نيويورك تايمز, الواشنطن بوست, الغارديان ,سي إن إن) وسواها، وتؤكد تقارير الصحفيين بمن فيهم “ماكس بلومنتال”في موقع (غاري زون) دور مؤسسة “آرك” الممولة من الحكومة البريطانية ومتعهد حكومة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فيما يخص “الخوذ البيضاء” في وسائل الإعلام الغربية .”آرك” نشرت تقارير وتصريحات “للخوذ البيضاء”, وقد ساعدت هذه المجموعة الممولة من قبل الغرب في أن تصبح سلاحاً دعائياً أساسياً “للمعارضة” السورية.
تحتوي الوثائق المسربة أساساً مواد أنتجت برعاية وزارة الخارجية البريطانية، وكل المؤسسات الواردة في الوثائق كانت على صلة بالحكومة البريطانية, غير أن عدداً لا يستهان به من المؤسسات اعتمدت على مانحين متعددين وتلقت تمويلاً من حكومات كالولايات المتحدة ودول غربية أخرى، زد على ذلك إثبات الدور الذي لعبته وكالات الاستخبارات في إعداد التغطية الإعلامية, وسلطت الوثائق الضوء على برنامج الحكومة البريطانية الهادف إلى تدريب وتسليح الجماعات الإرهابية في سورية.
وأظهرت الوثائق الأخرى كيف عملت حكومة لندن والحكومات الغربية معاً لبناء قوة أمنية في المناطق التي تسيطر عليها “المعارضة”، عدد من هذه الجماعات المدعومة من الغرب كانت من المتطرفين، وأن بعضاً من المنظمات في الحكومة البريطانية والتي وردت أنشطتها في الوثائق كانت تعمل لدعم “جبهة النصرة”, المتفرعة من تنظيم (القاعدة), في سورية ومن يدور في فلكها من التنظيمات الأخرى. وفي تقرير مسرب من وزارة الخارجية البريطانية عام 2014 كُشف عن عملية مشتركة مع كل من وزارة الدفاع ووزارة التنمية الدولية لدعم “الاتصالات الاستراتيجية والبحث والمتابعة والتقييم والدعم العملياتي لجماعات “المعارضة السورية” .
وزارة الخارجية البريطانية قالت صراحة إن هذه الحملة تركزت على” إنشاء شبكة علاقات بين الحركات السياسية ووسائل الإعلام” عبر “بناء منصات إعلامية محلية مستقلة”، والحكومة البريطانية أعدت العدة لعمليات “الإرشاد والتدريب والتأهيل لتحسين أداء وسائل الإعلام, من ضمنها وسائل الإعلام الرقمي والاجتماعي”، كان هدفها “تجهيز العناصر المدربة في مجال العلاقات العامة وإدارة وسائل الإعلام, كذلك إعداد التقنيين من مصورين ومغردين ومحللين” وأيضاً “إجراء المقابلات والتقارير الصحفية والاتصال بوسائل الإعلام “.
وثمة وثيقة حكومية أخرى مسربة عام 2017 تبين بوضوح كيف مولت بريطانيا عملية” انتقاء وتدريب ودعم والاتصال بالمقاتلين السوريين الذين كانوا يشاطرون بريطانيا الرأي بخصوص مستقبل سورية، والذين سيحترمون مجموعة القيم التي تنسجم وسياسة المملكة المتحدة.
هذه المبادرة احتاجت إلى تمويل الحكومة البريطانية “لدعم فاعلية وسائل الإعلام في القاعدة السورية لدى دوائر “المعارضة” المدنية والعسكرية “وهي تستهدف السوريين الذين يعيشون معاً “متطرفين ومعتدلين”، وبمعنى آخر وضعت وزارة الخارجية والجيش البريطاني خططاً لخوض حرب إعلامية شاملة ضد سورية، ولتأسيس بنية تحتية قادرة على إدارة حملة دعائية, مولت بريطانيا مجموعة من المؤسسات بما فيه “آرك” وسواها، وهي أحد المؤسسات البريطانية الرئيسية التي تقف وراء محاولة استهداف الدولة السورية، وهي موجودة في دبي وتقدم نفسها كمنظمة إنسانية غير حكومية مؤكدة أنها “أوجدت لمساعدة الأكثر ضعفاً” من خلال بناء “مؤسسة اجتماعية مستقلة عن المؤسسات المحلية من خلال تموين عمليات التدخل الناعمة والمستمرة لإرساء حالة من الاستقرار, وإتاحة الفرص والأمل بالمستقبل”.
واقع الأمر, فإن “آرك” ما هي إلا وكالة استخبارات مهمتها إنجاح عمليات التدخل الغربي المسلحة، ففي إحدى الوثائق الموجودة لدى الحكومة البريطانية, أعلنت “آرك” أن “هدفها منذ عام 2012 هو تحقيق نتائج فعالة على الصعيد السياسي, ومؤثرة في الصراعات المبرمجة في سورية بالنسبة لحكومات الولايات المتحدة وبريطانيا والدانمارك وكندا واليابان والاتحاد الأوروبي”، وتتباهى “آرك” بأنها أشرفت على عقود بقيمة 66 مليون دولار لدعم جهود “المعارضة” في سورية، وعلى موقعها جدولت “آرك” كل الحكومات الواردة في الوثائق والتقارير باعتبارهم زبائن لديها, وكذلك الأمم المتحدة.
عن “موندياليزاسيون”

آخر الأخبار
مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين خليل لـ "الثورة": ندرس إعادة التأمين الصحي والمفصولين إلى عملهم لجنة لدراسة إعادة المفصولين من عملهم في شركة كهرباء اللاذقية   سرقة طحين ونقص بوزن الخبز أكثر ضبوط ريف دمشق وطرطوس الارتقاء بالتعليم في جبلة نقاش في تربية اللاذقية مياه الشرب" طاقة شمسية وأعمال صيانة وتأهيل للخدمات في الريف