الثورة أون لاين – فردوس دياب:
وحدها أزاهير النصر والشموخ التي ارتوت بدماء شهدائنا الأبرار تتفتح في تشرين، حيث يغمرنا عبقها بكثير من الإباء والثقة المطلقة بالنصر على كل الغزاة والطغاة والمستعمرين الجدد.
من الحلم إلى الحقيقة ينقلنا انتصار تشرين، حيث جعل الأمة العربية تستفيق على رائحة العزة والشموخ وعلى إيقاع الانتصارات بعد الهزائم المتلاحقة التي أحاطت بها خلال السنوات التي سبقت حرب تشرين.
لقد أعادت حرب تشرين التحريرية الكرامة والثقة للإنسان العربي بعد أن فقدها بين أدغال الهزائم والخيانات التي قامت بها بعض الأنظمة، لهذا شكل انتصار تشرين ضربة قاصمة لكل مشاريع الانهزامية والخنوع.
في تشرين يتعانق المجد والشموخ، وينهض الأمل من تحت ركام الإحباط واليأس الذي كان يسيطر على العقول والاجساد، ليعود الفرح والأمل ليرسم معالم الطريق من جديد، طريق المستقبل الوضاء وقد افترشه أبطال الجيش العربي السوري بدمائهم الطاهرة وأجسادهم وتضحياتهم المتواصلة حتى يومنا هذا.
لقد احتضن شعبنا العظيم بكافة فئاته وشرائحه أبناءه من رجالات الجيش العربي السوري في حرب تشرين التحريرية وكان لهم كما هو اليوم سنداً قويا وصلباً، وكان تماسكه ووحدته الوطنية أحد الأسباب الأساسية في صنع النصر وهزيمة الأعداء، وخصوصاً نساء سورية العظيمات اللاتي علمن أبناءهن أن التضحية والشهادة في سبيل الوطن هي الشرف العظيم والوسام الرفيع الذي يعلق مدى الحياة على صدر كل شريف وحر ووفي لهذه الأرض الطاهرة.
كما كل عام، يحضر النصر في تشرين شاهداً على بطولة وإرادة هذا الشعب، وشاهداً على هزيمة الكيان الصهيوني الغاصب الذي تمرغت عنجهيته بوحل غروره وصلفه وإرهابه، حيث تحطمت نظرية (الجيش الذي لا يقهر)، وحلت مكانها أسطورة (الشعب والجيش والقائد الذين لا يقهرون).
يلاقينا تشرين وهو يحمل معه أمجاد النصر المؤزر على قوى الطغيان والبغي، وقد امتزجت أمجاد وبطولات وتضحيات الأمس بأمجاد وبطولات وتضحيات اليوم، حيث يطرق جيشنا الباسل أبواب المستحيل في كل خطوة يسحق فيها وحوش الإرهاب، لترتسم الصورة كاملة ولتُحكى معها الحكاية على إيقاع المجد والنصر، حكاية هامات وقامات ترفض الخنوع والخضوع والذل، حكاية شعب لايزال يقاوم ويضحي بدماء أبنائه من أجل كرامته وحريته وسيادته واستقلاله.
لقد شكلت حرب تشرين بداية الحلم الذي سرعان ما تحول الى حقيقة مع إصرار هذا الوطن العظيم بقيادته وشعبه على العيش بكرامة وحرية واستقلال بعيدا عن الذل والخنوع والتبعية، كما شكل انتصار تشرين بداية النهاية لكل المشاريع الاحتلالية والاستعمارية والعدوانية التي لاتزال حتى اللحظة تسعى لاستهداف دول المقاومة وفي مقدمتهم سورية التي كانت ولاتزال تشكل قلعة الصمود والتصدي لكل المخططات والمشاريع الاستعمارية.
لقد أعاد انتصار تشرين الأمل والثقة إلى الوجدان العربي الذي أصابته الهزائم والنكبات والنكسات العربية ، فكانت تشرين بمثابة الصدمة التي أحيت القلب العربي الذي توقف عن الخفقان نتيجة تلك الطعنات السامة التي كانت تأتيه من أنظمة العمالة والخيانة.