صنّف لاسباكس (من أتباع المدرسة الاجتماعيّة الفرنسيّة) الفنون إلى ثلاثة أقسام:
– الفنون الحركيّة و تُعتبَر الفنون الحركيّة من أقدم الفنون، ويعطي هذا الفنّ الإنسان الدّافع للحركة والدّفع، كما أنّه يُقدّم دلالات عاطفيّة ورسائل ذات معنى، ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من الفن:
الرّقص: ويعدّ من أشكال الحركة الجسديّة، فتتنوّع أشكال الرّقص، فتتضمّن رقص الباليه، والرّقص المنفرد، والرّقص المُتعلّق بمعاني سامية ودينيّة، كرقص الدراويش، وغيرها.
الغناء: وهو نوع من الفنون الحركيّة الصوتيّة، فالغناء يُترجِم الأحاسيس التي بداخلنا إلى كلماتٍ جميلة ومعبّرة تجعل الجسم ينسجم ويتمايل معها.
الموسيقا: يعتبر الباحثون أنّ الموسيقى تابعة في ظهورها للغناء، وهي لغة اهتزاز الآلات لتحويل المشاعر لتأثير صوتيّ.
– الفنون السّاكنة
وهي الفنون التي تُبنَى على التناسق العقليّ وتخضع للمنطق، وهي فنون تُثير في نفس متلقّيها الإعجاب بجمالها، ومن هذه الفنون: العمارة، والتّصوير، وفنّ النّحت. تسمّى هذه الفنون بالسّاكنة، لكنّ الاسم يرتبطُ فقط بوضعيتها الماديّة، أمّا أثرها الفنيّ فإنّه يُحدِث أثراً في النّفس.
– الفنون الشعريّة
وتتضمّن فنون الشّعر التمثيليّة، والكوميديّة، والتراجيديّة، والشّعر القصصيّ والغنائيّ، وتجمع هذه الأنواع من الفنون جانب الفن الأدبيّ وجانب الغناء والموسيقا.
النص السابق مأخوذ حرفياً عن موقع ويكيبيديا الإلكتروني، الذي يُعرّف ذاته بأنه (الموسوعة الحرة)، والحرة هنا تعني، فيما تعني، إمكانية أي شخصٍ – بصرف النظر عن قيمته العلمية والمعرفية – المشاركة في المعلومات حول المواضيع التي تنشرها، والتي تتطرق عملياً إلى كافة فروع المعرفة ما جعل هذه الموسوعة تحظى بانتشار واسع، بعض مظاهره إعادة نشر نصوصها في مواقع مشابهة، وفي المنتديات الثقافية والاجتماعية، ومنتديات المرح والتسلية. ومن هذه النصوص النص السابق الذي تبنته معظم المواقع العربية المهتمة بتصنيف الفنون، وربما أنه وجد طريقه إلى بعض المقالات المنشورة، وحتى الرسائل الجامعية، رغم أن معظم الأساتذة المشرفين على هذه الرسائل، لا يعتبرون وكيبيديا مصدراً موثوقاً. لكن هذا بكل الأحوال لا يقلل من أهميتها، ولكنه يتطلب التعامل الحذر مع ما تنشره، ليس في مجال التاريخ السياسي فحسب، وإنما في كل المجالات.
كما هو معروف فإن تصنيف الفنون يعود إلى عهد الإغريق حيث قسّم فلاسفتها الفنون إلى ستة أنواع (العمارة، الموسيقا، التصوير (الرسم)، الشعر، النحت، الرقص) وفي عام 1895 انضمت اليهم السينما بصفتها الفن السابع. وقد خضع هذا التصنيف إلى تعديلات عدة من قبل فلاسفة العقود اللاحقة، كانت في معظمها إعادة تصنيف الفنون الإغريقية ضمن مجموعات وفقاً لطبيعتها، وأقدم نصٍ عربي عن هذه التصنيفات أورده الكاتب المصري محمود فؤاد مرابط في كتابه الهام (الفنون الجميلة وتاريخ الأمم القديمة) الصادر في القاهرة عام 1930 حين استخدم تعبير (الفنون الشكلية) لأول مرة في اللغة العربية ليضم تحته : العمارة والنحت والتصوير (الرسم بالألوان) والزخرفة، مميزاً إياها عن الفنون الزمانية التي تضم: الموسيقا والرقص والشعر والتمثيل.
اعتمدت معظم كليات ومعاهد الفنون الجميلة في البلاد العربية تصنيف محمود فؤاد مرابط. لكن اسمه -لأسف- لم يلق الرواج الذي لقيه لاسباكس. فمن هو لاسباكس؟
بحثت في ويكيبيديا نفسها فلم أعثر على هذا الاسم، ووسعت البحث إلى (غوغل) فلم يفدني بشيء. انتقلت للبحث عن المدرسة الاجتماعية الفرنسية فلم أجد اسمه، وما وجدته له علاقة بعلم الاجتماع وليس الفنون. استعنت بأصدقاء يتقنون الإنكليزية والفرنسية، فكان ما وجدوه ان اسمه الكامل هو اميل لاسباكس (١٨٨٨-١٩٦٦)، فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي درس في جامعة بودرو. تأثر بفلسفة اسبينوزا.
المعلومة التي لم نستطع العثور عليها – حتى الآن – هي المكان الذي ورد فيه تصنيفه الآنف الذكر للفنون، فذلك (المكان) هو ما يعطي المعلومة صفة الوثيقة، وعدم ذكره هو خطأ يقع به كثيرون ويتسبب في ذلك السيل الجارف من المعلومات المغلوطة التي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي. وخاصة تلك التي تنسب أقوالاً لغير أصحابها.
والسبب غالباً جهل ناشر المقولة بشخصية القائل.
إضاءات- سعد القاسم