لا يقتصر الأمر على ما قاله أحمد داوود أوغلو زعيم حزب المستقبل في تركيا بأن أردوغان وأسرته هم أكبر “مصيبة حلت على شعبنا” ولم يأت بجديد في تعليقه على دعوة أردوغان الأتراك مؤخراً للصبر على المصاعب التي يمرون بها عندما يقول داوود أوغلو: “إن الأمة ستصبر. ولكن على أي مصيبة سيصبرون؟ ومن هم المتسببون في هذه المصيبة؟ إذا كان يقصد الصبر على الفقر والبطالة والتضخم والفساد والظلم، حسناً، فمن السبب في كل ذلك يا ترى؟ أنتم أنفسكم المصيبة. أكبر مصيبة حلت على هذا الشعب هو ذلك النظام الذي حول البلاد إلى شركة عائلية كارثية.
أيضاً لا يحتاج تاريخ أردوغان المكشوف إلى معلومات إضافية تؤكد الروح العدوانية لديه عندما يتحدث رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو في البرلمان التركي متسائلاً: (ما شأن تركيا بالشرق الأوسط حتى نتدخل في شؤونه؟ وأي منطق ذاك الذي حول دولاً عربية وإسلامية كنا نرتبط معها بروابط تاريخية وثقافية وإنسانية إلى أعداء لنا)؟.
وكذلك عندما ينادي بعض العقلاء في تركيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي: (أيها الجندي.. عُد إلى بيتك.. لا تمت من أجل أردوغان).
لم تعد المسألة بحاجة إلى تقديم الكثير من التبريرات أو المؤشرات التي تدلل على توصيف أردوغان بمجرم حرب أو بجنون العظمة بعد أن قام بتحويل تركيا إلى مرتع للحركات الإخوانية والداعشية وبعد أن أصبح أردوغان عراب هذه التيارات ويعمل على رعايتها وتمويلها وتشغيلها لتكريس نزعاته العثمانية الجديدة.
إنه الجنون الأردوغاني في أبشع صوره وهو جنون سيرتد عاجلاً أم آجلاً على صاحبه لأن تركيا تجاوزت حدودها بدءاً من سماحها للمرتزقة والإرهابيين من مختلف أرجاء الدنيا باستخدام أراضيها معقلاً وملجأ ونقاط عبور إلى الأراضي السورية للقيام بالتخريب والتدمير وهذا في القانون الدولي انتهاك خطر للسيادة الوطنية مروراً بسرقة نظام أردوغان النفط السوري منذ اللحظات الأولى لاستيلاء تنظيم داعش الإرهابي على آبار النفط إضافة إلى إطلاق قذائف على مواقع الجيش العربي السوري بالتوازي مع زيادة الدعم التركي للإرهابيين ومستوى إمدادهم بالأسلحة والذخائر والعتاد اللازم للاستمرار بأعمالهم الإجرامية وصولاً إلى العدوان التركي على منطقة الجزيرة.
إنه جنون أردوغان الذي حول تركيا إلى مزرعة لتربية الإرهابيين وتصديرهم إلى سورية وهو الجنون الذي أصابه بعد انتصارات الجيش العربي السوري على امتداد مساحة الوطن على عكس ما كان يتوهم.ولذلك اليوم ورغم كل ما حدث ويحدث في منطقة الجزيرة نتيجة العدوان التركي فإن الجميع على ثقة تامة أن مصير الجزيرة السورية سيكون مثل مصير المناطق التي حررها الجيش العربي السوري وأن أردوغان ومرتزقته لن يبقوا في شبر واحد من الأراضي السورية، ومهما تجاهل وحاول الهروب إلى الأمام لابد أن يأتي يوم تنهار فيه الأحلام والأوهام تحت أقدام أبطال الجيش العربي السوري والمقاومة الشعبية من أبناء الجزيرة، ويكتب التاريخ فعلاً أن أردوغان كان مصيبة على تركيا قبل غيرها، وأنه تحول إلى شركة كوارث تقوم بتصدير المصائب إلى كل مكان.
الكنز- يونس خلف