الثورة أون لاين- راغب العطيه:
بعد الفشل الأميركي مؤخراً بإعادة فرض العقوبات على إيران عبر تطبيق “آلية الزناد”، من المقرر أن يبدأ اعتباراً من نهاية الأسبوع الحالي، رفع الحظر على استيراد وتصدير الأسلحة المفروض على إيران، وذلك بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2231 الصادر في 2015، والذي وضع الإطار القانوني للاتفاق المبرم بين طهران والقوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا)، حول البرنامج النووي الإيراني.
فالسياسات الأميركية المتغطرسة والخاطئة هي التي أوصلت واشنطن لهذه المرحلة من التخبط والتراجع والخسائر.. هذا ما تراه إيران في مواقف الولايات المتحدة الأميركية تجاهها، وخاصة بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جانب واحد من الاتفاق النووي عام 2018.
طهران تنظر إلى فشل واشنطن بمسعاها المستميت في مجلس الأمن الدولي لتمديد حظر بيع وتصدير السلاح من وإلى إيران، من خلال رفض الغالبية العظمى من أعضاء المجلس الخمسة عشر الخضوع للرغبة الأميركية، والذي سيقابله بطبيعة الحال رفع لهذا الحظر اعتباراً من نهاية هذا الأسبوع، ما يعني أن الولايات المتحدة تتعرض لخسارة تاريخية، أمام إيران التي أظهرت أن القوة الأميركية ليست كما يتم الترويج لها من قبل الإعلام الأميركي وأتباعه في العالم والمنطقة.
وبالرغم من أن إدارة ترامب تمارس ضغوطاً قصوى على إيران منذ استلامها للحكم، وأعادت بعد انسحابها من الاتفاق فرض عقوبات اقتصادية متنوعة على الشعب الإيراني أفراداً ومؤسسات، وكان آخرها الأسبوع الماضي، عندما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات إضافية على بعض المصارف الأساسية الإيرانية، لم تستبعد الخارجية الإيرانية أن تقوم واشنطن بفرض عقوبات جديدة، حتى على أمور لا يمكن تخيلها، بعد أن وصلت إلى مرحلة الجنون بسبب إدمان الإدارة الأميركية على العقوبات، الأمر الذي سيدفع بحسب طهران العديد من الدول للبحث عن بدائل للدولار الأميركي.
وأعادت إدارة ترامب بعد الانسحاب من الاتفاق فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران ضمن سياسة “ضغوط قصوى” تعتمدها حيال الجمهورية الإسلامية، وحاولت مراراً وتكراراً وبشكل مناف للقانون الدولي وخارج محددات قرار مجلس الأمن الالتفاف على بنود الاتفاق النووي بين إيران وخمسة زائد واحد، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل وهذا ما زاد من الجنون الأميركي الذي يتصور نفسه وحده على هذه المعمورة