الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
جميع الأعمال الفنية السورية مأخوذة بالحدث، لم يستطع أي منها الابتعاد عنه، فهو البطل الرئيسي لأي منجز فني، مهما تنوعت الأساليب والوسائل الثقافيه، فالحدث السوري كما الحرب، حاضر بالشكل المباشر وغير المباشر ، وها هو في الواجهة دوماً، مثلما هي الإرادة السوريه حاضرة في ترجمة ذاتها في الساحة الفنية، فاستمرت جميع الأعمال الفنية بإصرارها، لكنها كانت مأخوذة بعوالم الحرب وتبعاتها عن قصد لتقوم بمهامها بالتوثيق من جهة، وتقديم الرؤيا الناضجه من جهة اخرى، وحتى الجوانب التقنية والأشكال الفنية تأثرت بذلك الواقع… حول الدراما السوريه وأعمالها والكتابة والإبداع المسكون بالواقع… كان لنا اللقاء التالي مع الكاتب (أنور النصار) حيث شارك في كتابة الكثير من الأعمال الدرامية السورية، كان آخرها عمل 365 وربع وحوله قال: كتبت أغلب لوحات العمل وهو لوحات كوميدية ساخرة في إطار جديد وأفكار جديدة، بعيدة عن التهريج والابتذال، الذي غزا شاشاتنا في الفترة الأخيرة، وتدور غالبية اللوحات حول الواقع وما يعيشه الناس من صعوبات.
*اقترب العمل كغيره من الأعمال من تبعات الحرب أﻻ يمكن للدراما أن تقدم ماينسي الناس تلك الأوجاع؟.
أي أزمة يعيشها المجتمع، وأي أزمة سواء أكانت اقتصادية أم سياسية أم حتى صحية، تفرص ذاتها شئنا أم أبينا، وتصبح حالة حتمية حاضرة في المشهد الفني والثقافي مثلما هي حاضرة بقوة على أرض الواقع، ويصبح هناك شي اسمه، ثقافة ما قبل الأزمة، وثقافة الأزمة وثقافة ما بعد الأزمة.. ونحن بفضل الله تعالى، استطعنا بعزيمة الشرفاء في هذا البلد أن نتجاوز الأزمة الكبيرة التي عشناها، لكن مطلوب منا أيضاً، أن نوثق هذا الشي درامياً، فمن الضروري بمكان أن نسجل ونوثق كل ما حصل من أجل المسؤولية الوطنية والثقافية ومن أجل الأمانة الموضوعية…وعلينا أن نقدم أعماﻻً توثق بطوﻻت الجيش العربي السوري وهي قليلة نسبياً رغم أنه يفترض أن تعطى حقها، وأقول في هذا السياق إن فيلم طريق الحياة الذي كتبته، تأثر بشكل كبير بضآلة الإنتاج يعني مثلاً أنا كاتب فيلم طريق الحياة وكان من إنتاج مديرية الإنتاج التلفزيوني.. الإنتاج كان ضئيلاً جداً جداً لدرجة أنه استغنينا عن مشاهد مهمة جداً.
*نرى أعماﻻً درامية اتخذت أسلوب اللوحات المتصلة المنفصلة في الفترة الأخيرة هل ذلك بفعل تأثير الأحداث الأخيرة أم ماذا؟.
بالنسبة للإنتاج إنها أقل تكلفة إنتاجية من تكلفة إنتاج مسلسل.. أما فنياً، فيها زخم كبير من الممثلين وهذا يساعد على التسويق.. لأن الممثل السوري اكتسب شهرة واسعة على صعيد الوطن العربي.. ومن الناحية الفكرية، فيها زخم كبير بالنسبة للأفكار ، لأن ذلك يتيح الطرح للكثير من المعالجات والأفكار، فكل لوحة عبارة عن فكرة مستقلة بحد ذاتها. مما يغني العمل أيضاً، كما أن هذا الشكل الفني له جمهوره ومحبوه. ً