الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
تغص سجون الاحتلال الصهيوني بآلاف الأسرى الفلسطينيين بينهم مئات الأطفال، موزعين على عشرات السجون، وتمعن سلطات الاحتلال فيهم شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، من دون أي محاسبة قانونية يمليها القانون الدولي، وغالبا ما يلجأ الأسرى الفلسطينيون لمقاومة هذا البطش والإجرام الصهيوني بحقهم عبر الإضراب عن الطعام الذي بات جزءاً من ثقافة المقاومة لديهم، فيفضلون الموت على الأساليب المهينة التي يتعرضون لها، كالضرب المبرح والحرمان من النوم، والعزل الإنفرادي، وحرمان أسرهم من زياراتهم، لتكون مثل هذه الإضرابات بمثابة صرخة في وجه المحتل الصهيوني وجلادي سجونه، وبمثابة مطالبة واضحة لإنهاء مأساة التعسف والتنكيل بحقهم، ولفت أنظار العالم إلى معاناتهم.
واليوم بدأ أكثر من 30 أسيراً فلسطينياً في ما يسمى سجن “عوفر” معركة الأمعاء الخاوية، إسناداً لزميلهم الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ 79 يوماً، رفضا لاعتقاله الإداري.
وبحسب وكالة وفا، قال نادي الأسير في بيان له أن إدارة سجن “عوفر” نقلت وعزلت الأسرى المضربين عن الطعام في قسم (18)، علماً أن عدد الأسرى في سجن “عوفر” قرابة 850 أسيراً.
يشار إلى أن الوضع الصحي للأسير الأخرس (49 عاماً) من جنين غاية في الصعوبة، وذلك بعد شروعه بالإضراب منذ تاريخ اعتقاله في 27 تموز 2020، وتوالت التحذيرات من مغبة استشهاده في أي لحظة، حيث يُحتجز في المستشفى منذ بداية شهر أيلول، ويرفض الاحتلال الاستجابة لمطلبه المتمثل، بإنهاء اعتقاله الإداري بشكل فوري.
يذكر أن خطوات نضالية شرع الأسرى في تنفيذها في سجون الاحتلال منذ عدة أيام، إسنادا للأسير الأخرس، ولاستمرار عزل مجموعة من الأسرى، منها: إرجاع وجبات الطعام، وإخلاء الأسرى مسؤوليتهم التنظيمية في الأقسام.
يُشار إلى أن قرابة 4400 أسير يقبعون في سجون الاحتلال منهم (39) أسيرة، وقرابة (155) طفلاً، و(350) أسيراً إدارياً.
من جهة ثانية أكد نادي الأسير أن قوات القمع في إدارة سجون الاحتلال، اقتحمت قسم (10) وهو القسم الوحيد فيما يسمى سجن “ايشل”، وقيدت الأسرى وعددهم (20) أسيراً، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، علماً أن جزءاً منهم من المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة.
ولفت إلى أن إدارة السجن نقلت ممثل القسم الأسير عبد الباسط بدوي إلى زنازين العزل الانفرادي، كما وقامت بتوزيع الأسرى على بقية الغرف، وتعمدت رفع الأسرى من قيودهم خلال عملية النقل.
وتعد عملية القمع التي تعرض لها الأسرى فيما يسمى سجن “ايشل” الأعنف بعد عمليات القمع التي نفذت في سجن “عوفر”، خلال شهر أيلول الماضي، والتي تمت عقب استشهاد الأسير داوود الخطيب، وأدت إلى وقوع إصابات بين صفوف الأسرى.
وعلى جبهة مواجهة أخرى، يتصدى الفلسطينيون لعشرات الاعتداءات الممنهجة من قبل المستوطنين على أشجار الزيتون، والتي تتمثل بسرقة الثمار وحرق الأشجار واقتلاعها، نظراً لما تمثله شجرة الزيتون بالنسبة للفلسطينيين من رمز لعروبة الأرض، وتعكس التواجد التاريخي لهم على أرضهم التاريخية، حيث سرق مستوطنون ثمار الزيتون من أراضي المواطنين في قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم، وكسروا أغصان بعض أشجارها.
ونقلت وكالة وفا عن رئيس مجلس قروي الجبعة ذياب مشاعلة قوله إن مزارعي القرية اكتشفوا سرقة محصول الزيتون في أراضيهم المحاذية لما يسمى مستوطنة “بيت عاين”، على مساحة تصل إلى حوالي 100 دونم، إضافة إلى تكسير أغصان بعض الأشجار، مشيراً إلى أن أصحاب الأرض كانوا يحاولون دخولها إلا أن الاحتلال كان يتذرع بضرورة حصولهم على تصريح خاص، وعندما سمح لهم وتوجهوا يوم أمس، اعتدى المستوطنون عليهم، وقاموا بإخراجهم تحت تهديد السلاح.
وأكد مشاعلة أن المستوطنين يقومون كل عام وبنفس السيناريو وتحت تغطية من قبل قوات الاحتلال بمنعهم من الوصول إلى أراضيهم، ومن ثم سرقة المحصول.
وفي السياق ذاته أكمل مستوطنون، اليوم الثلاثاء، تسييج أراض استولوا عليها سابقاً في قرية كيسان شرق بيت لحم، ونصبوا فيها بيوتاً متنقلة “كرفانات” إضافية.
وذكرت وكالة وفا بأن مجموعة من المستوطنين قاموا بتسييج عشرات الدونمات، استولوا عليها خلال شهر أيلول الماضي، وتقع جنوب غرب القرية، إضافة إلى نصب أربع بيوت متنقلة “كرفانات” ليصبح العدد الإجمالي ثمانية.
في هذه الأثناء اقتحمت قوات الاحتلال مدينة رام الله، واعتقلت 4 فلسطينيين بعمليات دهم لمنازلهم، كما اقتحمت قرية زبوبا غرب جنين.
وذكرت وكالة “وفا”نقلا عن مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وسط إطلاق قنابل الغاز، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، دون أن يبلغ عن إصابات.
ويعاني أهالي القرية المقام على أراضيهم جدار الضم والتوسع العنصري، بشكل مستمر من الاقتحامات المتواصلة التي تقوم بها قوات الاحتلال.كذلك شرعت سلطات الاحتلال بنصب سياج في محيط جبل الفرديس، وأراضي في بلدتي بيت تعمر وزعترة شرق بيت لحم حيث تصدى لها الأهالي، وأجبروها على وقف العمل.