الثورة أون لاين – زينب درويش :
يوماً بعد آخر يرسخ النظام التركي حقيقة نهجه المبني على السرقة ونهب ثروات الغير في سياق تحقيق أطماعه التوسعية، ومحاولة إحياء عهد الإمبراطورية العثمانية البائدة، وهذا ما نلاحظه في الكثير من بؤر التوتر التي يؤججها نظام أردوغان، ويحاول استغلال إرهابييه ومرتزقته لتنفيذ أجنداته، فضلا عن استخدامه سياسة النفاق والمراوغة للتملص من أي تفاهمات أو اتفاقيات دولية، حيث سرعان ما ينقلب عليها، الأمر الذي جعله منبوذاً من قبل العالم، واليوم بعد نسفه مسار التفاوض مع اليونان، يعيد إشعال التوتر مجدداً في شرق المتوسط ليثبت أن أطماعه مازالت حاضرة في أي مشهد إقليمي أو دولي قد يراه مناسباً للاستمرار بتحقيق ما يحلم به في إطار أجنداته الاستعمارية .
فما يجري من تطورات في مشهد الخلاف التركي /اليوناني القائم في شرق المتوسط، وانقلاب النظام التركي على سياسة الحوار دفع المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس للتأكيد اليوم بأن بلاده لن تشارك في محادثات استكشافية مع تركيا طالما بقيت سفينة التنقيب التركية “أوروتش رئيس” في مياه الجرف القاري لليونان.
وكانت اليونان قد أكدت أمس أن قرار أنقرة إرسال السفينة إلى منطقة بالقرب من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية القريبة من الساحل التركي يمثل تصعيداً كبيراً وتهديداً مباشراً للسلام في المنطقة.
ومع استمرار نظام أردوغان بخطواته الاستفزازية ومحاولاته المتكررة لسرقة الغاز قبالة السواحل اليونانية دعا وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس اليوم الثلاثاء تركيا للكف عن الاستفزاز في النزاع على الغاز في شرق البحر المتوسط، مؤكداً تضامن بلاده مع قبرص واليونان كشريكين في الاتحاد الأوروبي.
وتزامنت تصريحات ماس مع انطلاق زيارته إلى قبرص واليونان لإجراء محادثات حول الخلاف بينهما وتركيا على التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق المتوسط.
وحث ماس تركيا على أن تظل منفتحة على المحادثات ، وعلى عدم استئناف التنقيب عن الغاز في المناطق البحرية محل النزاع.
وأبحرت سفينة تركية أمس الأول لإجراء مسوح سيزمية في شرق المتوسط، ما دفع اليونان للمطالبة من جديد بفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على أنقرة في خلاف بشأن حقوق التنقيب البحرية