كلما أوقد محور العدوان نار حرب استهداف عسكري أو اقتصادي جديدة وصبوا عليها كل زيوت التسعير تمكنت السواعد والعقول السورية بالثبات والصمود والعزيمة من إخمادها واجتراح الحلول لتخطي تداعياتها، وكلما أججوا حرائق فوضى إرهابية على الجغرافيا السورية أطفأها الميدان .
وما يجري في الجزيرة السورية من رفع حدة التعدي وزيادة منسوب الإرهاب الممارس بحق أهلنا يؤكد أن أميركا وأدوات إرهابها يسابقون الزمن من أجل تثبيت موضع قدم استعماري واحتلالي أو تقسيمي هجين على الخريطة السورية يمكنهم من الإمعان في سرقة ونهب ثروات ومقدرات السوريين، ويستميتون لوصل ما تقطع من سلسلة الإرهاب ورتق ثقوب الهزيمة التي منيوا بها في كل المعارك السابقة، لكن يغيب عن بالهم أن سعارهم العدواني المحموم هذا لن يحقق لهم وهماً ولن يجلب لهم إنجازاً ميدانياً، بل على العكس سيقرب مواعيد نسف جميع مشروعاتهم الاستعمارية في روزنامة التحرير السورية ويفرض تنامي وتعاظم المقاومة الشعبية لأي وجود احتلالي والتشبث بصون وحفظ وحدة الأراضي السورية.
ندرك جيداً أن انجازات التحرير على مد أعين واشنطن وأذنابها تغيظهم وتجعل نيران الحقد تغلي في عروقهم، إذ كيف للدولة السورية التي أمعنت عواصف إرهابهم ونصال عدائهم في استهداف جسدها المقاوم للنيل من صمودها وثباتها أن تبقى شامخة لا يطولها قزامة أوهام، ولا تفتت من عزيمة أبنائها وتصميمهم مؤامرات تجويع وتطويع، وكيف أن صخور منعتها بقيت مستعصية على التفتيت والتمزيق، وكيف لجيشها الذي خاض غمار أشد المعارك وأشرسها بجبهات كثيرة يصعب على جيوش الغزاة والمحتلين المجهزة بترسانات الأسلحة خوضها والانتصار فيها.
هو الاعجاز السوري مجدداً يشل قدرة الأعداء عن حل معادلة قوته وفك شيفرة منعته، لذلك تزداد استمات الاستهداف العسكري والاقتصادي وترتفع وتيرة التجييش والتضليل، فحيلة المهزوم المفلس حين تفقد ذخائر أدواته الميدانية فعاليتها ويصبح رصيده الميداني صفراً، سواء في تحقيق أي تقدم أو انجاز عسكري فيلوذ في متاهات خساراته بتعويذات اتهامات باطلة وترهات حقوق إنسان.
كثيرة هي الجدران الميدانية التي يضرب بها أعداء الشعب السوري رؤوسهم في تخبطهم، وكثيرة هي الصفعات التي تلقوها في الميدان، لكن الغطرسة الفارغة والعنجهية المقيتة تدفعهم لارتكاب حماقات جديدة بالتصعيد والمناورات العقيمة التي تدلل كل المعطيات على عدم جدواها، والخيوط التي يصرون التأرجح عليها واهية وسقوطهم في مستنقعات الهزيمة أكيد ووشيك
حدث وتعليق- لميس عودة