الثورة أون لاين – لميس عودة :
أينما تمددت أذرع النظام التركي العدوانية فثمة فوضى إرهابية، وأينما وجه بوصلة جشعه وأطماعه فسيفخخ طرق الحلول السلمية بديناميت التعطيل ومنع الحوار، كما هو حاصل اليوم على الساحة الليبية، حيث يسعى رئيس هذا النظام لتثبيت موضع قدم استعمارية هناك عبر إرسال مرتزقته الإرهابيين إلى تلك المنطقة، ليؤججوا مشهد الاقتتال ويعيثوا تخريباً وتدميراُ لكل إمكانيات الحلول، التي طالما هي بعيدة عن التدخل التركي السافر، فإنها تسير بشكل ايجابي وبوتيرة جيدة لإرساء أسس سلام دائم، كما أوضح الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي اللواء احمد المسماري، حيث لا ينغص الأطراف المتحاورة سوى التمادي والتطاول العدواني للنظام التركي ومساعية لقلب طاولة الحوار وإيصال المتحاورين إلى طرق مسدودة، عبر تأجيج الجبهات وتسعير نار الإرهاب بزيادة ضخ حطب أدوات إرهابه لإشعال مشهد الحرب مجددا، والتشويش على المحادثات التي تستضيفها جنيف حاليا “5+5” والتي هي حسب المسماري تسير بمناخ ايجابي بين الأطراف المعنية بالحوار برعاية الأمم المتحدة.
المسماري أكد في هذا السياق أن اختفاء الأتراك من المشهد هو أولوية لنجاح سير محادثات 5+5 الليبية في جولتها الجديدة، حسب ما نقلت “بوابة أفريقيا الإخبارية، التي أشارت إلى أن المسماري شدد على أن نظام اردوغان يسعى بكل السبل لإفشال الحوار الليبي، خوفًا من التوصل إلى حل سياسي، يؤدي إلى إخراجه ومرتزقة إرهابه من ليبيا، وبالتالي فشل أجندات أطماعه بسرقة الثروات الليبية.
إذا فالنظام التركي يستميت لإفشال الحلول في ليبيا، لأنه يستثمر في الإرهاب ومخرجاته وتداعياته لذلك يعمل على وضع العصي في عجلة الحلول، ووضع المطبات والعراقيل لمنع تقدم قافلة الحوار الوطني الليبي، لذلك يحرص ذاك النظام الانتهازي على إبقاء رئيس ما يسمى المجلس الرئاسي لميليشيا الوفاق الاخوانية المرفوضة فائز السراج.
المسماري نوه أيضا بان الحكومة الوطنية الليبية تسعى لإنجاح الحوار الوطني وتعزيز مسار المحادثات قائلا: “نحن نضع كل إمكانياتنا تحت تصرف الشعب الليبي، لإنجاح الحل الليبي – الليبي، من أجل الاتفاق والتوافق على الحلول الناجحة المبنية على الثوابت الوطنية، والنيات الطيبة، لكن المشكلة في ليبيا ليست سياسية، بل هي أزمة أمنية، وعلى الجميع التعامل على هذا الأساس”.
كما لفت قائد الجيش الوطني الليبي إلى أن استمرار النظامين التركي والقطري في تمويل العمليات الإرهابية، وتوفير الغطاء السياسي ساهم في تأجيج الوضع وأدى إلى عرقلة الحلول وتفخيخ الطروحات بما يخدم أجندات النظامين في ليبيا .
نجاح المحادثات الليبية وبتر أذرع التدخل العدواني التركي، لا شك أن سيشكل ضربة للمشروع الاستعماري الذي يلهث اردوغان لفرضه بقوة الإرهاب والتعدي، إضافة إلى أن ذلك سيكون صفعة على وجه نظامه الإرهابي التوسعي ووأد لأوهامه العثمانية، فمع التوصل لحلول بناءة سيدرك أن لعبه على حبال الاحتيال والمتاجرة بسلام الشعوب والاصطياد في عكر الأوضاع والفوضى الإرهابية لن يوصله إلا إلى طرق مسدودة، فأوراقه احترقت ومساحة الرفض لممارساته البلطجية اتسعت وعليه أن يكف عن التدخل السافر بشؤون الدول وتأجيج الحروب .
هذا وكانت اللجنة الأمنية الليبية المشتركة قد استأنفت محادثاتها اليوم في جنيف لليوم الثاني على التوالي، وسيناقش الطرفان الليبيان خلال هذه المحادثات التي ستستمر حتى الـ24 من تشرين الأول الجاري، كيفية تطبيق مخرجات مؤتمر برلين على المستوى الأمني، ابتداءً بإجراءات بناء الثقة، كفتح المعابر، وتسهيل مرور المساعدات، وتبادل المحتجزين.
ويتعيّن على اللجنة العسكرية المشتركة التي انبثقت عن قمة دولية عُقدت في كانون الثاني 2020 في برلين، تحديد شروط وقف إطلاق نار مستدام، مع الانسحاب من مواقع عسكرية.
وكانت أعمال الجلسة الأولى من المحادثات قد انتهت بأجواء إيجابية، وأعلنت الأمم المتحدة بعدها انطلاق الجولة الرابعة من محادثات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) التي تمثل طرفي النزاع في ليبيا تحت رعايتها.
وأشار بيان الأمم المتحدة إلى أن البعثة الأممية للدعم في ليبيا تأمل “أن يتوصل الوفدان إلى حلحلة كافة المسائل العالقة بغية الوصول إلى وقف تام ودائم لإطلاق النار في عموم أنحاء ليبيا”