هموم ومتاعب السكن الطلابي في جامعة البعث طلاب يشتكون قلة النظافة وإدارة المدينة تضع الكرة بملعبهم

الثورة أون لاين – تحقيق سلوى الديب:
ما يزال السكن الجامعي يعتبر واحداً من أهم الخطوات التي اعتمدتها الدولة في دعم التعليم بمختلف مراحله، وتأمين الظروف المناسبة للطلاب وخاصة السكن، لما له من أهمية بالنسبة للطلاب القادمين من محافظاتهم للدراسة في الجامعات.
وفي حمص حيث يتوافد الطلاب إلى جامعة البعث للدراسة بمختلف اختصاصاتها، كان السكن الجامعي حجر الزاوية بالنسبة للطلاب الوافدين من قراهم ومناطقهم البعيدة سواء التابعة لمحافظة حمص أو باقي المحافظات، وبالنظر إلى تزايد عدد هؤلاء الطلاب فقد شكل هذا ضغطاً على السكن الجامعي، وقد تلقى مكتب (الثورة) في حمص العديد من الشكاوى حول معاناة الطلاب في تأمين سكن جامعي.. وفيما يلي نقدم عرضا لمعاناة الطلاب ورأي المعنيين…

لا سكن للمعاهد التابعة لوزارة التربية
تحدث طالب معهد التقاني الصناعي بحمص علاء: نحن كمعهد تابعون لوزارة التربية يضعوننا بآخر الأولويات في السكن الجامعي، رغم أنني أقطن في ريف طرطوس، وكثيراً ما أتأخر عن الدوام بسبب السير، فأمنع من الحضور، برغم أننا مطالبون بنسبة حضور، إذا لم نحققها نرسب، لذلك أضطر للإقامة عند أقاربي لأحضر في الوقت المناسب، برغم الإحراج في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها، وأغلب زملائي في المعهد من ريف حماه وطرطوس لديهم نفس المعاناة حيث أن السير مؤمن للمحافظات الأخرى لكنه نادر إلى الريف.

قلة السير من ريف طرطوس وحماه

أما محمد من ريف حماه في نفس المعهد فقال: ليس لي أقارب في حمص ولا قدرة مادية لاستئجار منزل والسير من حماه لقريتي قليل جداً، وقد أرهقنا من أجور المواصلات يومياً ولم أتمكن من الحصول على سكن جامعي حتى الآن، نتمنى النظر في أمرنا وإيجاد حلّ إسعافي لاستيعابنا في السكن حتى تنتظم الأمور..
تقطع يوميا60 كم لتصل للجامعة
وتحدثت سناء وهي طالبة هندسة (الهمك) القادمة من أبو خشبي التابعة للمخرم بريف حمص: أقطع يومياً مسافة 60 كم حتى أصل لمدينة حمص، ودائماً لا أتمكن من حضور المحاضرة الأولى، واضطر للانصراف قبل بداية المحاضرة الأخيرة لأتمكن من اللحاق بآخر وسيلة نقل ذاهبة للقرية، وبرغم أنني في السنة الثانية إلا أنني لم أحصل على الغرفة في السكن سوى أمس، ويعود ذلك لتأخر جامعتي بإصدار قوائم الطلاب الذين يحق لهم الإقامة في السكن، وتبين سناء أن هذه معاناة العديد من الطالبات والطلاب، حيث أن هناك البعض منهم لم يتمكن من الالتحاق بالدوام في الجامعة نتيجة عدم حصولهم على السكن الجامعي.

لا شبابيك ومآخذ كهرباء وأقفال
وتحدثت سناء عن وضع السكن مبينة أن وضع السكن في أغلب الوحدات سيئ جداً، فنحن نتسلم بعض الغرف ليس لها شبابيك ولا أبواب ولا مآخذ كهرباء ولا إنارة وإن وجدت الأبواب فلا أقفال، وقد قمت العام الماضي بإصلاح قفل الباب ومآخذ الكهرباء على حسابي الشخصي مثل أغلب زملائي.

وحدات سكنية مغلقة لأسباب عديدة
وتناول محمود طالب المعهد التقاني الهندسي التابع لوزارة التعليم العالي مشكلته قائلاً: أتيت من ريف طرطوس أطلب العلم، في ظل عدم حصولي على سكن جامعي حتى الآن حاولت استئجار منزل لكن لم أتمكن في ظل ارتفاع أسعار الإيجار المبالغ فيه وتكاليف الدراسة في المعهد المرتفعة بسبب ما يتطلبه من أدوات، فاضطررت للمكوث عند أحد المعارف حتى أحصل على مكان في السكن الجامعي، ما يتسبب بوضعي في موقف محرج في ظل غلاء المعيشة، علماً أنه يوجد أكثر من وحدة في السكن الجامعي لم تفتح حتى الآن، فالوحدة الأولى قيد الإصلاح منذ العام الماضي، ولم يتم استكمال إصلاحها، والوحدة 15 مغلقة بسبب الحجر الصحي.

تقطع المياه مع عودة الطلاب
أما محمد طالب هندسة المعلوماتية فقال حصلنا على سكن بعد معاناة، ولكن وضع السكن سيء جداً ففي الوحدة الثامنة والتاسعة، نعاني كثيراً من قلة النظافة وسوء الصرف الصحي، فلا يوجد في الحمامات حنفيات ولا خراطيم مياه، فعندما ندخل الحمامات نخرج متسخين وبحاجة لحمام جديد، ونضطر لتسخين المياه في غرفنا قبل الحمام، لأنه لا يوجد في السكن مياه ساخنة، أسوة بزملائنا في دمشق، ولا ننسى انقطاع المياه مع عودتنا من الجامعة للسكن في ظل انتشار الكورونا فلا نستطيع الالتزام بأبسط قواعد النظافة..

مناور مفتوحة
أما مروه طالبة هندسة مدنية فتقول: لدينا في الوحدة 11 برغم قلة النظافة والتجهيزات السيئة هناك منور مفتوح من الطابق العاشر حتى الأرض، ووجوده خطر جداً، فلو دخلته إحدى الطالبات عن طريق الخطأ لحصلت كارثة، لأنه باب كباقي الأبواب..
اتحاد الطلبة يجيب عن التساؤلات
رئيس فرع اتحاد الطلبة بحمص علي حمادي: نحن في بداية كل عام يقدم طلاب المعاهد لمفاضلة في السكن وتكون الأولوية ضمن الحالات المستعجلة لطلاب الفروع العلمية كالطب والهندسة أما المعاهد فالأولوية لطلاب المعاهد التابعة لوزارة التعليم العالي ثم الوزارات الأخرى، ونحن الآن نقوم بتأمين الطلاب المستجدين في الهندسة حيث بدؤوا التسجيل ووصلت الأسماء إلى الجامعة، ونحن حتى الآن نتريث بإعطاء السكن للفروع النظرية كالحقوق، ولا يوجد سوى وحدة مغلقة هي وحدة الحجر الصحي وسنتسلمها خلال أيام، حيث تحتاج لعشرة أيام من التعقيم بعد تسلمها، ونقوم بعدها بتوزيع الغرف على الطلاب..

رد مدير السكن الجامعي
وتحدث مدير السكن الدكتور غسان إدريس عن سبب التأخر بإعطاء السكن للطلاب مبيناً أن هذا يعود بسبب الامتحانات والدورة التكميلية وقيام الكليات بترحيل العلامات لمعرفة الطلاب الناجحين من الراسبين لذلك أرسلت الأسماء على دفعات، ونحن في المدينة الجامعية لا نتأخر فجميع الأسماء المرسلة نقوم بإعطائهم السكن، ونقبل في حالة التأخر بالحصول على السكن أن ينزلوا عند زملائهم مؤقتاً، التأخير لا علاقة لنا به، ونحن أول من فتح المدينة الجامعية وأعطاها للطلاب، لكن الأمر منوط بامتحانات الطلاب وكلياتهم، حيث أنه لا يحق للطالب الراسب أن يقيم في السكن، ونحن نتابع الأمر بطريقة حثيثة مع عمادة الكلية والامتحانات ومن قبل كافة الجهات من الحزب والإدارة والطلبة.

العطلة أسبوعان فقط
وتناول موضوع الإصلاحات مشيراً إلى أن الصيانة مستمرة طوال العام، ونحن لم يكن لدينا عطلة في فصل الصيف، لأن الطلاب عادوا بعد أسبوعين لمتابعة الامتحانات التكميلية، ولدينا 11 كتلة سكنية ويجب أن يتم تجهيزها خلال أسبوعين، علماً أن الصيانات مستمرة بشكل يومي ولا يوجد تأخير من أي جهة، وقد جاءت الطالبات دفعة واحدة، فلدينا أربع كتل سكنية للإناث وكل كتلة 10 طوابق، وليس لدينا كادر فني قادر على المتابعة، لدي أربعة عمال صحية، نضطر لإحضار ورشات من الخارج وتأمين المواد، وهو ليس بالأمر السهل، ونضطر أحيانا لترك بعض الأعطال لمتابعة الأعطال الاسعافية، ونحن لا نهمل شيئاً من هموم الطلاب.

الوحدة الأولى قيد التأهيل
ويتابع مدير السكن الجامعي إنه كان لدينا وحدتان قيد التأهيل منذ العام الماضي وقمنا بإسكان الطلاب في الوحدة الثالثة، والتأخير من الشركة المنفذة وقد تأخروا بالبدء، وأرسلنا العديد من الكتب والمتابعة، إلى أن بدؤوا العمل منذ ثلاثة أشهر ونتأمل خلال شهر أن نتسلم البناء.

تقنين المياه
وحول واقع المياه في الوحدات السكنية يوضح مدير السكن الجامعي أنه يوجد في كل بناية 1500 طالب وهناك برنامج تقنين مياه من المحافظة بضخ المياه لعدد ساعات محدودة، والوقت لا يكفي لملء الخزانات الأرضية وضخها للطوابق العلوية (مدة ضخ المياه ساعتان أو ثلاث ساعات)، فالاستهلاك أكبر بكثير من عملية جر المياه للخزانات، ونتيجة إهمال الطلاب وعدم المبالاة تجد المياه في الممرات نتيجة ترك الصنابير مفتوحة، وعندما نبدأ بالضخ يفتح الطلاب جميعا الصنابير بوقت واحد فلا تصل للطوابق العليا إذا لم تكن الخزانات ممتلئة، من هنا نتبين أن نقص المياه لا تتحمل مسؤوليته إدارة المدينة.

لا مياه ساخنة في المدينة
أما بخصوص المياه الساخنة، فقد تبين أنه منذ سنوات عديدة لم تعمل المياه الساخنة، وذلك لقلة الوقود، والمشكلة الثانية تتمثل بتلف الأنابيت التي تعرضت لاهتراءات كثيرة على مر الزمن بسبب ضخ المياه الساخنة فيها وهذه إحدى المشكلات التي نهتم بها، ونفكر حاليا باستغلال الطاقة الشمسية ولكنها تحتاج لجهات داعمة وشركات مختصة، فإدارة المدينة عاجزة منفردة عن القيام بها، لكن من الصعب القيام بذلك لأنه بوجود الطلاب لا يمكن القيام بتجريب شبكة المياه الداخلية والمياه الساخنة.

قلة وعي الطلاب
وتابع مدير المدينة الجامعية إن مشكلة الصرف الصحي يجري معالجتها، لكن هناك حالة من عدم الوعي لدى الطلاب مستخدمي الحمامات وتجهيزات السكن، وخاصة الذين يرمون قمامتهم بـ(الراغار) الرئيسي في الوحدة الثامنة، الأمر الذي أدى إلى إغلاقه ما اضطرنا لإعادة فتحه بعد احضار الورش الفنية للقيام بتنظيف كامل الراغارات، ووضعها جيد حالياً، ونتمنى على جميع الطلاب الاهتمام بالنظافة، فالقمامة حول المبنى من الطلاب أنفسهم، من المفروض أن يتابع المشرفون موضوع النظافة ولولا متابعة العمال لوجدنا أكواما من القمامة.

تكسير المدينة متعمد
ولفت إدريس إلى قضية ثانية تتعلق بسلوك الطلاب والقاطنين في السكن الجامعي، حيث أن البعض منهم كان يقوم بخلع وتكسير بعض التجهيزات والأثاث من غرف أخرى ويحضرها إلى غرفته، ولذلك اعتمادنا مبدأ أن يستمر الطالب بسكنه في نفس الغرفة من السنة الأولى وحتى نهاية دراسته في حال لم يرسب، واعتبارا من العام القادم يجب أن يعرف الطالب غرفته قبل بداية العام.

ونوه إدريس إلى أن السكن الجامعي خاص بجامعة البعث، وهو يضمن إقامة الطلاب الدارسين في كليات الجامعة والمعاهد العليا، أما المعاهد التابعة للوزارات الأخرى كالتربية والصحة والنفط فنحن غير معنيين بتأمين سكن لهم ما لم يكن هناك شواغر، ولكن في ظل الظروف الحالية ليس لدينا شواغر، نحن بالنظام الداخلي للمدن الجامعية يتم إسكان طلاب الكليات العلمية ثم النظرية، وفي حال وجود شواغر نسكن المعاهد والماجستيرات..

 

آخر الأخبار
رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة