حاضنة دمر للحرف التراثية تعاني من الانقطاعات المتكررة للكهرباء ومطالب بالتخفيف من الإجراءات الإدارية للحرفيين
الثورة اون لاين – تحقيق : وفاء فرج:
أن يكون لديك تراث حرفي امر طبيعي، ولكن من غير الطبيعي هو قدرتك على المحافظة على هذا التراث من الاندثار والانقراض وتطويره، بحيث يبقى بصمة سورية المميزة التي يتوارثها الاجيال جيل بعد جيل لتشكل في النهاية هوية الابداع التراثية السورية، ليس فقط على مستوى القطر وإنما على مستوى العالم، ويكتب عنوانها المزخرف بخبرة وجهود شيوخ الكار السوريين الذين تميزوا بفنهم على مر العصور في تقديم منتجات حرفية تضاهي الحرف العالمية:
من هنا جاءت فكرة إنشاء حاضنة للحرف التراثية بدمر التي رغم أن عمرها لم يتجاوز العامان فهي الأولى على مستوى العالم العربي والشرق الاوسط، وهي نتاج لبحث علمي قدمه مستثمر سوري وحصل فيه على جائزة الابداع الوطني، ومن هنا انطلقت المرحلة العملية في تطبيق هذا البحث العلمي ليكون حقيقة لفن تراثي سوري فخر لسورية في العالم.
مدير الحاضنة وصاحب الفكرة لؤي شكو قال: هذه الحاضنة نتاج مستخرجات بحث علمي حصلت فيه على جائزة الابداع الوطني وبموجبه تم توقيع تشاركية بيني وبين اتحاد الحرفيين والقيادة المركزية لحزب البعث لإحداث هذا المشروع.
حيث تعتبر حاضنة دمر مشروعا تنمويا إنتاجيا وتعليميا يهدف إلى ضمان استمرار الموروث التراثي السوري إلى الاجيال القادمة، وتطوير مهارات وكفاءات الحرفيين، وهي أول منظومة تحقق التكامل بين الصناعات الصغيرة لشيوخ الكار بهدف تطويرها وتبادل المعلومات بين شيوخ كار المهن الحرفية لتطوير هذه الصناعة، منوهاً إلى أن حاضنة دمر عبارة عن بحث علمي تقدمت فيه الى معرض الباسل للإبداع والاختراع حيث تم الإعلان عن أفضل بحث علمي وحصلت فيه المركز الثالث ونلت جائزة الإبداع الوطني في العلوم المتعلقة بالتراث وعنوان البحث “التراث السوري بين حضارة الماضي وعراقته وتحديات الحاضر”.
أقسام الحاضنة :
وتتألف الحاضنة من عدة أقسام منها صالة معارض وصالة مؤتمرات ومركز أبحاث حرفية و مركز تجاري لتسويق المنتجات الحرفية داخليا وخارجيا ودور مزادات ومتحف حرفي ومشاغل حرفية ومشاغل للمواد التي تعطى بشكل نظري للطلاب ومخابر عملية .
وبين شكو انه كان هناك تشبيك بين الحاضنة ووزارة الصناعة وجامعة الشام الخاصة لإحداث معاهد وطنية عليا لتعليم الحرف التراثية وهناك تنسيق مع وزارة الزراعة عن طريق اتحاد الحرفيين لتسويق منتجات المرأة الريفية ومع وزارة الاقتصاد من أجل الاستفادة من دعم هيئة تنمية الصادرات.
إضافة إلى أنه تم توجيه كتاب من القيادة المركزية لحزب البعث إلى جامعة الشام لضم المراكز التعليمية في الحاضنة الى جامعة الشام بهدف تطوير الحرف التراثية وهناك حرف بحاجة إلى تطوير عن طريق مواد يجب ان نأخذها من الجامعة مثل البرمجيات والكيمياء واللغة الاجنبية والتصميم على الكمبيوتر، مشيراً إلى أن عدد الطلاب الذين تدربوا وهم من ذوي أسر الشهداء فمن منطقة السيدة زينب حوالي ٥٠ متدربة، بالإضافة إلى حوالي ٦٠ متدرباً من ذوي الشهداء في جمعية سوا بحرفة الخياطة.
وبين شكو انه تمت المباشرة منذ حوالي ٢٠ يوما بمواضيع الدورات التدريبية وكان هناك أربع دورات منها بيت المونة والدباغة والجلديات واستخلاص العطور وصناعة المنظفات.
من جهته شيخ الكار أحمد عداس قال: ان الفكرة بنيت على إقامة حاضنة للحرف التراثية والتطبيقية وبلغ فيها عدد شيوخ الكار حوالي ٣٦ شيخ كار ويحمل صفة متدرب، حيث تم فتح مجال للتعليم والتدريب لكافة شرائح المجتمع مبينا أنه وبعد توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بدعم الصناعات الحرفية الصغيرة بدأت الجهات المعنية بهذه المهن ومنها الحاضنة بمد يد العون ومن هذه الجهات وزارة الادارة المحلية والكهرباء واتحاد الحرفيين العام ووزارة الصناعة وكان أبرز الداعمين رئيس اتحاد الحرفيين بدمشق عصام الزيبق الذي قام بمعالجة المشكلات والمعوقات التي واجهت إنشاء الحاضنة مع كافة الجهات ومن ثم تولى المتابعة اتحاد حرفيي دمشق برئاسة ناجي الحضوة.
وبين العداس انه بنتيجة التعاون ما بين القيادة المركزية لحزب البعث مع جامعة الشام الخاصة تم تشكيل لجنة لأحداث معهد المهن التراثية والتطبيقية للاستفادة من مشروع حاضنة دمر التراثية ومهمة المعهد في الحاضنة هو تدريب الكوادر منعا لاندثار الحرف وتأهيلهم للحصول على شهادات موثقة من جامعة الشام الخاصة ووزارة الصناعة.
وأشار عداس إلى أن شيوخ الكار هم المدربون للطلاب ضمن ورشات حرفية، إضافة إلى وجود أكاديميات حرفية منها للأزياء وعددها اثنان واكاديمية التجميل وتزيين السيدات، والحرف التراثية القديمة المعرضة للاندثار منها الصدف والموزاييك والنحاسيات، ومهن تطبيقية كاستخلاص العطورات وصناعة الصابون الطبي والقص والحفر بالليزر، لافتاً إلى أن من ضمن أقسام الحاضنة الأمانة المركزية السورية للتنمية سوا لدعم ذوي الشهداء والجرحى وهيئة تنمية ودعم منتجات المرأة الريفية من تعبئة وتغليف وتأمين سوق محلية ودولية واسعة.
فعاليات قادمة:
وأضاف العداس ان للحاضنة فعاليات منها عرض أزياء سيقام قريبا اضافة لوجود صالة للبازارات والمزادات، منوهاً إلى أن الحاضنة مجهزة بقاعة مؤتمرات ومركز أبحاث علوم حرفية، ومكتب توثيق حرفي ضمان للمنتجات الحرفية المصنعة ضمن الحاضنة، لافتاً إلى أن الحاضنة حصلت على سجل سياحي لخدمات السياحة الحرفية لاستقدام طلاب من خارج القطر لتعليمهم وتدريبهم ضمن المنشآت الحرفية الموجودة بحيث يمنح المتدرب شهادة موثقة من المعهد المحدث بالتعاون مع جامعة الشام الخاصة وموثقة من وزارة الصناعة.
الصعوبات والمقترحات:
وكشف العداس عن وجود صعوبات وطالب بتسهيل الأمور الإدارية مع جميع الجهات الحكومة، وذلك نتيجة عدم معرفتهم بواقع الحاضنة وبما آلت إليه، علماً أن الحرفيين لديهم شهادة موثقة بأنه شيخ كار مدرب، مشيراً إلى الانقطاعات المتكررة للكهرباء والتي تضر بتجهيزات وبضائع الحرفيين وشيوخ الكار، علماً أنه يوجد تعاون مع وزارة الكهرباء لإصدار قرار بمعاملة الحاضنة معاملة المناطق الصناعية، بالإضافة لوجود صعوبات في تأمين اليد العاملة، سيما وان الحاضنة مفتوحة أمام كل من يريد العمل ويمكن تدريبهم ضمن الحاضنة، فالحاضنة إلى جانب أنها تحافظ على التراث من خلال تدريب الأجيال على الصناعات التراثية، كذلك فهي توفر فرص عمل وتؤمن الحماية الاجتماعية والاقتصادية للعمال.
وأوضح العداس ان هناك تبنيا من قبل هيئة تنمية الصادرات من خلال تأمين معارض خارجية لمنتجات الحاضنة ويتم من خلالها تصدير منتجات الحاضنة وتوفير القطع الأجنبي، لافتاً إلى ان بعض الاعمال الحرفية في الحاضنة لا تحتاج الى تجهيزات بقيمة مالية كبيرة وانما يمكن ممارستها ضمن المنازل وبهذه الحالة يمكن دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر.
أنواع الحرف في الحاضنة:
وتشمل الحاضنة حرف التجميل والتزيين وصناعة الصابون والشامبو ومواد الزينة والتجميل والمعقمات والمطهرات الغير طبية والمنظفات والتصميم الاعلاني ومواد دعائية وطباعة تصميم مواقع الانترنت والتسويق الالكتروني، وعلب الهدايا ومواد دعائية ولوحات اعلانية مضاءة ودروع ولمباديرات وديكورات وحفر بالليزر، والفسيفساء من الرخام والحجر الكريم والمطعم الفني التشكيلي وثريات وأباليك شرقية وأعمال مطعمة فنية وأيقونات يدوية وثريات نحاسية وأعمال فنية معدنية وأعمال منمنمات وأعمال فنية يدوية والنحت والخط العربي والفسيفساء التشكيلية من الحجر والخشب والمعادن (أعمال تشكيلة ) والموزاييك المصدف والموزاييك والحفر على الخشب وتطعيمه بخيوط الفضة والصدف والنقش على النحاس والمعادن وتطعيمها بالفضة والذهب، والرسم على الزجاج والعجمي والزجاج المعشق والخيزران والقش والسيوف الدمشقية والحرير (الشرانق) والفخار والخزف ونسج البروكار بالأنوال اليدوية ونسج الصرما والأغباني والغوما المطاطية وصناعة صابون الغار والأعمال المتفرعة منها والقيشاني والبسط والسجاد والفرش الشرقي والذهب والخياطة (شراشف، وجوه مخدات، بشاكير ومناشف، كمامات صحية، جعبة عسكرية، بدلات) والكهرباء الالكترونية وأجهزة الانارة والطاقة البديلة وصيانة والأجهزة المنزلية بكافة أنواعها وصناعة الوصلات والكابلات الكهربائية، واستخلاص العطور وتعليم فنون الخط العربي والبلاط الدمشقي والأبلق والأعمدة ودور الأزياء وتحميص البن والطهي والمأكولات الشعبية المشهورة والحلويات الشرقية والزعتر وراحة الفستق الحلبي والمنتجات الغذائية وتصميم الأزياء والمحافظ والحقائب الجلدية اليدوية والحفر والقص بالليزر ونفخ وتشكيل الزجاج وأكاديمية الطفل الحرفي والصابون والكريمات الطبيعية والأكلات التراثية السورية ونحت وتلبيس الحجر الطبيعي والزجاج الفينيقي، وخراطة محركات وكولاسات السيارات والمعدات الهندسية، والمولدات وتدريب مهارات الحاسوب والطاقة البديلة، وصناعة الغالات والاقفال واصلاحها، ومنجور خشبي وأبوب قاعات شرقية وخيط عربي ديكورات خشب، وصيانة مكيفات السيارات وصيانة أجهزة التكييف والتبريد وملحقاتها، والأسقف المستعارة وكافة أنواع الديكور والدهان ومنتجات المرأة الريفية.