الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
يبدو أن لعنة الهزائم المتلاحقة التي تلقتها الولايات المتحدة في مجلس الأمن مؤخراً لجهة رفض الدول الأعضاء إعادة فرض “آلية الزناد” على إيران فيما يخص الاتفاق النووي ، ستبقى تلاحق الرئيس الأميركي المهزوم في الانتخابات الأميركية دونالد ترامب ، وإدارته ، فهو وإدارته سيرحلون عن الحكم ، فيما تبقى إيران تفرض إرادتها بكل عزم وصمود ، لأنها صاحبة حق أقرت به القوانين والمواثيق الدولية ، لذلك تسعى هذه الإدارة في أيامها الأخيرة لزرع العراقيل أمام إدارة الرئيس الجديد المنتخب جو بايدن لمنعه من العودة إلى الاتفاق بحال فكر في هذا الأمر كما وعد سابقا .
ففي نزعة انتقامية تعكس سياسة البلطجة الأميركية التي جسدتها إدارة ترامب بأبشع صورها ، تسعى هذه الإدارة وفق الأنباء الواردة لفرض المزيد من العقوبات بحق الشعب الإيراني قبل خروجها المذل من البيت الأبيض ، في استثمار أخير ضد إيران لإرضاء الكيان الصهيوني .
هذه الضغوطات والمخططات الجديدة ضد إيران كشف عنها موقع “أكسيوس” حيث نقل عن مصادر أن إدارة ترامب تستعد مع الكيان الصهيوني إلى فرض عقوبات جديدة على إيران قبل تنصيب جو بايدن رئيساً جديداً في كانون الثاني المقبل .
وذكر الموقع أن المبعوث الأميركي الخاص بإيران إليوت أبرامز ، التقى أمس الأحد برئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو وما يسمى رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات لبحث خطة العقوبات ، فيما سيجري أبرامز محادثات الاثنين مع وزير الحرب الإسرائيلي ، بيني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي ، كما كشف الموقع أن أبرامز أعلن سابقاً في نشاط مغلق أن إدارة ترامب تخطط لفرض هذه العقوبات كل أسبوع حتى يوم تنصيب بايدن ، في 20 كانون الثاني المقبل .
وأفيد في هذا السياق بأن إدارة ترامب أعدت في غضون أسابيع ، بدعم من دبلوماسيين إسرائيليين ومسؤولين أمنيين ، قائمة بالمؤسسات الإيرانية التي ستخضع للعقوبات ، وأن القيود الجديدة لن تكون مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني ، بل ستطال برنامج الصواريخ الباليستية .
فيما من المقرر في الوقت ذاته أن يصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الكيان الصهيوني في 18 الشهر الجاري ، وقد يزور دولاً أخرى في المنطقة في محاولة لزيادة الضغط على إيران .
منسوب التصعيد الذي يخطط له ترامب ردت عليه إيران عبر تأكيدها على موقفها من الاتفاق النووي والانسحاب الأميركي منه ، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية خطيب زادة اليوم أنه “لا يمكن التفاوض من جديد حول الاتفاق النووي ، وهذا الموقف لا يتغير بتغير الأفراد في واشنطن ، مفيداً بأن الاتفاق النووي متعلق بالماضي ، ولا يمكن إعادة فتحه والتفاوض عليه من قبل أي كان ، مبيناً أنه ملف مغلق ، والحديث عن إعادة فتحه والتفاوض حوله أمر ساذج ، مؤكداً أن أميركا انتهكت القرار 2231 ، وانسحبت من الاتفاق النووي ، وهي مسؤولة عن الخسائر التي لحقت بإيران ، وعليها أن تتحمل مسؤولية انتهاكها القانون الدولي وسلوكها ضد إيران ، وقال: “سنتخذ قراراتنا بعد تسلم الحكومة الجديدة في واشنطن لمسؤولياتها” ، مؤكداً أن إيران لم “تتلق أي اتصال من بايدن” .
كما توجه لدول المنطقة بالقول : “نتيجة الانتخابات الأميركية رسالة مهمة لدول المنطقة أنه لا يمكن الاعتماد على أميركا لتوفير الأمن .. من السابق لأوانه الحديث عن العلاقة مع واشنطن ، وعليها تغيير سلوكها ورفع إجراءاتها السابقة” ، مؤكداً أن إيران “تدرس عن قرب أفعال الإدارة الأميركية المقبلة ، وأقوالها ، واصفاً “شراء الأمن ممن لا يفكر سوى بالدم والسلاح مقامرة، لا يمكن التعويل عليه”