الثورة أون لاين – راغب العطيه:
بعد نحو عشر سنوات من الاقتتال والدمار والتشظي الذي أورثه الغرب وحلف الناتو لليبيين، اجتمع اليوم أطراف النزاع على طاولة الأمم المتحدة التي كانت كل سني الصراع الماضية غائبة إلا شكلياً وإعلامياً .
اليوم وبعد شهر من توقيع طرفي النزاع في ليبيا اتّفاقاً دائماً لوقف إطلاق النار بمفعول فوري ، والذي مهّد الطريق أمام استئناف تصدير الإنتاج النفطي الليبي ، وشكّل تقدّما على خط إنهاء الأزمة السياسية في هذا البلد انطلق في العاصمة التونسية تونس الحوار الوطني الليبي بمشاركة 75 ممثلاً عن الأطراف الليبية برعاية أممية .
ويرى المراقبون أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم في هذه العملية السياسية حتى تكف الأطراف الخارجية ، وخاصة التي تدخلت بشكل مباشر ومناف للقانون الدولي في الصراع المحتدم بين الأشقاء منذ عام 2011 وفي مقدمة هذه الأطراف نظام أردوغان الذي تلطخت يده بدماء الليبيين .
وقد أكد الرئيس التونسي قيس سعيّد في كلمته بافتتاح المؤتمر على أن الحل لا يمكن أن يكون إلا ليبياً خالصاً ، وأن التوافق بين الفرقاء يمكن أن يتحقق حين لا تتدخل قوى من الخارج ، مقدماً عدة مقترحات للمؤتمرين تتمثل في التزام من يقود المرحلة الانتقالية بعدم الترشح ووضع دستور مؤقت ومواعيد انتخابية قادمة .
وتهدف المحادثات السياسية إلى توحيد البلاد تحت سلطة حكومة واحدة وتمهيد الطريق أمام إجراء انتخابات ، التي تندرج في إطار عملية متعدّدة المسارات تشمل المفاوضات العسكرية والاقتصادية .
ويشارك في الحوار 75 شخصاً اختارتهم الأمم المتحدة لتمثيل النسيج السياسي والعسكري والاجتماعي في ليبيا .
وتأتي مشاركتهم في هذا الحوار بعدما تعهّدوا عدم المشاركة في الحكومة المرتقبة التي سيقع على عاتقها التصدي لأزمة مالية حادة وجائحة كوفيد-19 التي أوقعت أكثر من 900 ضحية وأثقلت كاهل القطاع الصحي الليبي المنهك .
وجاء التفاؤل الأممي على لسان رئيسة بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز التي أكدت في كلمتها بالمؤتمر أن هناك تقدماً بخطوات واثقة إلى الأمام في المسارات المتعددة للحوار ، معتمدين في ذلك على عزيمة الليبيين وإرادة الشعب الليبي وحقه في حماية وطنه وحماية ثرواته .
كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في كلمة مسجلة أن هناك فرصة لإنهاء هذا الصراع بين الأشقاء من مستقبل ليبيا .
ويأتي انطلاق هذا اللقاء عقب محادثات برعاية الأمم المتحدة في جنيف ، حيث وقعت الأطراف على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار