الثورة اون لاين:
حين تريد أن تنهض بمجتمع ما، وليغدو قادراً على الفعل والتأثير في المشهد الإقليمي والعالمي، فلا بد من أسس واستراتجيات تبني عليها، وبالتأكيد أولها: الإنسان الذي يعيش في الوطن، ومن ثم المكان والتاريخ والأهداف، وسورية التي تتمتع بالمكانة الاستراتجية حضارياً وجيو سياسياً، وقدرة الشعب على النهوض والمضي قدماً نحو آفاق العمل، هي القلب الذي يحمل قاطرة العروبة إلى الغد.
من هنا كانت مقولة القائد المؤسس، الإنسان غاية البناء ومنطلق الحياة، وإرادتان لا تقهران، إرادة الله وإرادة الشعب، ومن يمتلك الشعب الواسع والحق الساطع فلا بد أن يمضي إلى الفعل الذي يغير الواقع ويحمل راية التطوير والتحديث والمضي إلى الغد بثقة مطلقة.
القائد المؤسس الذي نقل سورية من مرحلة تهميش الدور إلى الفعل الحقيقي، والدور العروبي والإنساني من خلال طاقات البناء والتحفيز والتخطيط، وكانت الخطط الأساسية لبناء متكامل ينطلق منه الفعل، فلا عمل حقيقي دون تأمين مستلزمات الصمود وكان العمل على كل هذه الجبهات، من الأرض إلى الإنسان، الجامعات والمعاهد، والمدارس، والثقافة التي تنور وتعيد الألق للمشهد الحضاري لسورية.
اليوم في الذكرى الخمسين للتصحيح، سورية راسخة باقية، متجذرة تقاوم العدوان، وتعيد الإعمار على بنية متينة تترسخ كل يوم مع التطوير والتحديث، تعرف أن الرسالة والدور صعبان للغاية، لكنهما ليسا مستحيلين، بل أثبت السوريون أنهم ركن أساس في معادلات العالم كله، وكما القلب يضخ الدم ويجدد الشرايين وما فيها، هي سورية تفعل ذلك، أعادت للعالم التوازن والقدرة على قول الحق بمواجهة الإرهاب والعدوان .
هذا لم يكن بلا ثمن.. لا.. فالتضحيات كبيرة ونبيلة، وما من بيت سوري إلا ودفع مهراً للحياة الحرة الكريمة، ومن حقنا أن نزهو على العالم اليوم أننا أصحاب الكلمة الحق التي يتعانق فيها التصحيح والتطوير، ونعرف أنها ترسم دروباً للفعل والنصر، خمسون عاماً، ونحن نرفع مداميك الوطن، ولن نقف عند كل ما نراه مما تركه العدوان، لأننا واثقون أن من بنى عبر عشرة آلاف عام من الحضارة، ما بنى هو اليوم أقوى وأمضى عزيمة نحو الغد.