الملحق الثقافي:سهير زغبور :
لم تكن الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني عام ١٩٧٠، حدثاً عابراً، بل كانت انقلاباً جذرياً في التاريخ المعاصر، لما لها من عمق استراتيجي وأبعاد وطنية وقومية وعالمية. فقد كانت المد النوعي لثورة الثامن من آذار. فجسدت قواعد جديدة لدولة المؤسسات، لتحقق الكثير من المنجزات على كافة الأصعدة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية. ما جعل هذه المرحلة هامة جداً لمرحلة منبثقة عنها، ألا وهي مرحلة البناء والتحرير لمواجهة التحديات والمؤامرات الداخلية والخارجية على حد سواء.
تحولت سوريا إلى دولة متينة تعتمد على مواردها وعقولها، وأطلقت ورشات عمل على كافة المستويات لبناء الإنسان أولاً. ما جعلها تبدأ بالتعليم، فوفرته مجاناً موزعاً على كافة القرى والمدن
مما رفع اعداد الطلاب إلى أرقام قياسية، حتى كادت الأمية تمحى تماماً من سجلات النور.
وتطور الأمر إلى الجامعات، ليمتد على أغلب محافظات القطر بعد أن كان لا يتعدى الجامعتين.
أحدثت جامعتا البعث وتشرين في حمص واللاذقية، ومن ثم الفرات في دير الزور وفروعها في الحسكة والرقة. لتُحدث بعد ذلك الجامعات الخاصة المرخصة والتعليم المفتوح والموازي والافتراضي. لتعلن بطريقة ممنهجة ثورة حقيقية على التخلف والجهل إيماناً من القائد المؤسس حافظ الأسد بأن العلم والثقافة ركيزة الصمود والتصدي في مواجهة أي رياح عاتية تحاول النيل من أصالتنا وهويتنا وانتمائنا وعصب الحياة والفكر والمؤثر الفعال في نشر الوعي الوطني والقومي والحضاري..
لذا كان الاهتمام منصباً، بالإضافة إلى التعليم، على كل الجوانب الثقافية ودعمها بشتى الطرق،
أسست المراكز الثقافية في الكثير من المدن والبلدات وأولت الفن والأدب والشعر اهتماماً بالغاً، فازدادت النشاطات الأدبية والأمسيات الشعرية والمهرجانات الأدبية والمعارض بكل أنواعها وتيسرت الطباعة الورقية بشكل أكبر وأشمل.
عدا عن تلك الندوات والبرامج التلفزيونية التي تقدم للمتابع حضارة حقيقية وهو في منزله، فباتت الثقافة بمتناول عقل وفكر كل الطبقات ودون عراقيل أو حتى تكلفة مادية تذكر.
كل ذلك الاهتمام كان من منطلق عميق، ألا وهو أهمية نشر الثقافة، لأن المثقف هو (قوة الحاضر وعدة المستقبل) كما قال عنه القائد المؤسس في المؤتمر السابع للاتحاد العام لطلبة سوريا في ١٦/٨/١٩٧٤.
أضف إلى ذلك ما شهدته سوريا من نهضة حقيقية للمرأة السورية المعاصرة من خلال التشريعات المختلفة التي دعمتها فكرياً وثقافياً ومعنوياً، وفتحت لها مجالات العمل انطلاقاً من أهمية التربية في ترسيخ الثقافة الحقيقية للفرد، انطلاقاً من قول القائد المؤسس: (الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية)، هذه الحاجة التي استمر الاهتمام بها ومدها بكل مقومات البقاء في عهد قائدنا الغالي الدكتور بشار حافظ الأسد، فأثبتنا للعالم كله أننا بناة الحضارة والحق والجمال.
التاريخ: الثلاثاء17-11-2020
رقم العدد :2021